قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, إن إسرائيل التي يحكمها الآن أكثر الحكومات تطرفا, تعيش أفضل أيامها, بسبب التقارب غير المسبوق بينها, وبين عدد من الدول العربية, على رأسها مصر. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 يونيو, أنه بدلا من ممارسة الضغوط على إسرائيل لتحقيق السلام, أصبحت الآن تنعم بتقارب المصالح مع عدة دول عربية, كما أصبحت علاقتها مع مصر والأردن أكثر متانة, حسب تعبيرها. وتابعت " أحد المسئولين الإسرائيليين وصف مؤخرا الوضع في المنطقة بأنه أنباء سارة لتل أبيب, لأن مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لم تعد الحدث الأكبر في الشرق الأوسط". وأضافت " انشغال الغرب بالأزمات بسوريا والعراق وليبيا واليمن، جعله لا يهتم كثيرا بالصراع العربي الإسرائيلي, كما تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على قائمة الأولويات الإقليمية والدولية". واستطردت الصحيفة " الأمر اللافت أنه بينما تحكم إسرائيل حاليا أكثر الحكومات تطرفا, والأقل اهتماما بالتوصل لتسوية للصراع مع الفلسطينيين, يحدث في المقابل, تطور غير مسبوق في علاقات تل أبيب مع عدد من الدول العربية، خاصة مصر". وتابعت "بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين من السلطة في مصر، زاد التقارب بشكل كبير ولافت بين القاهرة وتل أبيب, خاصة أن النظام الحالي في مصر يشترك مع إسرائيل في العداء تجاه حركة حماس, التي تسيطر على قطاع غزة". وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الحالي في مصر يناصب حماس العداء, في ضوء حربه الداخلية مع جماعة الإخوان, والنظر إلى حماس على أنها امتداد لفكر الجماعة, حسب تعبيرها. وخلصت إلى القول إن تنامي العلاقات مع مصر, هو ما يحقق طموح إسرائيل بالتقارب مع الدول العربية, وهو ما يحدث حاليا. وكان الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية إيلي أفيدار, قال أيضا إن النظام المصري يعد اليوم الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل في المنطقة، ويمتلك مصلحة حقيقية في توثيق علاقاته معها، حسب زعمه. وأضاف أفيدار في مقال له في مطلع يونيو أن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يصب في مصلحة النظام المصري والعلاقات المتنامية بين القاهرة وتل أبيب. وتابع " ليبرمان لديه خطة قاسية ضد قطاع غزة, الذي يرى فيه النظام المصري مصدر تهديد, بسبب وجود حركة حماس فيه, والتي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين, وتوفر دعما للحركات الجهادية في سيناء", على حد قوله. واستطرد " مصر تقف اليوم أمام تهديد أمني آخذ بالتصاعد من قبل المنظمات الإسلامية الراديكالية، لا سيما من قبل تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة، ولذا فإن خطط ليبرمان ضد غزة ستساعد النظام المصري كثيرا في التصدي لهذه المنظمات". وبدوره, قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب آيال زيسر, إن ما سماه التقارب المتزايد بين مصر وإسرائيل, يأتي في إطار حالة التغير الاستراتيجي التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة. وأضاف زيسر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" في مطلع يونيو، أن الدول العربية كانت توجه اتهاماتها نحو إسرائيل، وتصعد ضدها، إذا شهدت أي منها مشاكل داخلية، بينما باتت اليوم، وعلى عكس المتوقع، تنظر إلى إسرائيل على أنها حليفة جديدة يمكن التعاون معها، والعمل بجانبها لمواجهة التحديات العديدة, التي تقف أمامها, حسب زعمه. وتابع " التقارب المصري الإسرائيلي والذي يفوق توقعات إسرائيل نفسها، يبدو أنه ذو أهداف بعيدة المدى، حيث يدور الحديث عن قيام تحالف مصالح بين إسرائيل والدول العربي وكان نتنياهو وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ليبرمان وقعا في 25 مايو اتفاقا لانضمام حزب الأخير إلى الائتلاف الحكومي، ليصبح سادس حزب في الائتلاف الذي شكله نتنياهو. وسيعطي الاتفاق بين حزبي الليكود, و"إسرائيل بيتنا", نتنياهو خلال فترة ولايته التي تستمر أربع سنوات، سيطرة على 67 من مقاعد الكنسيت, البالغ عددها 120 مقعدا، بدلا من 61 مقعدا حاليا. وقال نتنياهو في مراسم التوقيع التي أجريت في الكنيست الإسرائيلي :"إنه منذ تشكيل الحكومة قبل نحو عام أكدت مرة تلو أخرى أنني أعتزم توسيع الائتلاف الحكومي.. إسرائيل تحتاج إلى استقرار حكومي بغية التعامل مع التحديات وانتهاز الفرص، لهذا السبب أرحب بانضمام أفيجدور ليبرمان وأعضاء حزبه كشركاء جدد في الحكومة".