كشف "بن كاسبيت" المحلل السياسى لصحيفة "معاريف" عن تفاصيل زعم أنها لمكالمة هاتفية أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضي. وأضاف "بن كاسبيت" أن نتنياهو حاول طمأنة السيسى بشأن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع بإسرائيل، ما أسفر عن غضب الرئيس السيسى وقام بتوبيخه. ونقل بن كاسبيت عن تصريحات نتنياهو للسيسى بقوله "أنا ملتزم بكل ما تعهدت به"، مضيفًا: "لست بصدد التراجع عن أى شىء، أنا على استعداد للتقدم للأمام" فيما لم يستوعب السيسى، وسأله "تتقدم للأمام؟ مع ليبرمان؟ إلى أين؟". وأوضح نتنياهو لمحدثه أن ليبرمان ليس كما يعتقد الجميع، فهو ملتزم بالعملية السلمية، والاستقرار، والتحرك الإقليمي. وكان نتنياهو قد أعلن الاثنين الماضى، فى خطاب مشترك بالكنيست مع وزير دفاعه الجديد أفيجدور ليبرمان أنه يبارك خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير حول السلام فى المنطقة، مشيدًا بجهوده الرامية لدفع السلام فى المنطقة، ومؤكدًا أن حكومته تؤيد حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وأنه مستعد للمساعدة لإعادة إحياء المفاوضات من جديد مع الدول العربية، وإنشاء دولتين لشعبين. إلى نص المقال.. فى منتصف الأسبوع الماضي، وعندما اتضح أن أفيجدور ليبرمان وحزبه"إسرائيل بيتنا" سيدخل الحكومة بدلا من إسحاق هرتسوج و"المعسكر الصهيوني" رفع نتنياهو سماعة الهاتف واتصل بالرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي. كانت مكالمة ليست بالسهلة. استشاط السيسى غضبا. فقد تجند بكل ثقله، لتمهيد طريق هرتسوج لحكومة نتنياهو- وبدلا من ذلك حصل على ليبرمان، الذى هدد بقتل إسماعيل هنية فى غضون 48 ساعة. لم يخش السيسى على حياة هنية، لكنه كان جزءا من خطة دولية واسعة تمحورت حول هرتسوج، وابتكار ونفوذ تونى بلير واستعداد الدول العربية السنية لدفع ثمن علنى مقابل تنازلات إسرائيلية. قال نتنياهو للسيسى "أنا ملتزم بكل ما تعهدت به"، وأضاف "لست بصدد التراجع عن أى شيء. أنا على استعداد للتقدم للأمام". لم يستوعب السيسي، وسأله "تتقدم للأمام؟ مع ليبرمان؟ إلى أين؟"، أوضح نتنياهو لمحدثه أنا ليبرمان ليس كما يعتقد الجميع، فهو ملتزم بالعملية السلمية، والاستقرار، والتحرك الإقليمي. نتنياهو سبق واخترع مسألة التحرك الإقليمى فى حملته الانتخابية السابقة، قبل أن تحل بحزبه التحقيقات الشرطية. لم يهدأ السيسي. وقرر الحكم على نتنياهو بأفعاله وليس بوعوده. بالأمس، سلم نتنياهو البضاعة. جيد. ليس فى الحقيقة بضاعة ملموسة، بل تصريح إسرائيلى أولي، وتاريخي، على شاكلة نوع من الاعتراف الغامض بمبادرة السلام العربية (التى يجب تحديثها) كأساس للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. اقتفى ليبرمان أثره. وكونى لا أذكر أن مبادرة السلام العربية تحوى بندا حول قتل هنية، فإن أمامنا على ما يبدو ليبرمان جديد. فقط فى دولتنا المستحيلة يمكن لخطة سلام صيغت على مقاس هرتسوج أن تحاك بعد يومين على أفيجدور ليبرمان. علام تعهد نتنياهو؟ فى إطار الخطة الدولية، تعهد أن تتخذ إسرائيل على الأرض خطوات تجسد التزامها بحل الدولتين، وأن تعلن اعترافها بمبادرة السلام العربية كقاعدة للتفاوض (مع مراعاة التعديلات). التعهد الثانى نفذه تقريبا. الأول غامض بشدة. علام تعهد العرب؟ هذا أمر مثير للاهتمام: تعهدوا بالبدء فى خطوات تطبيع بشكل متزامن مع تقدم العملية. إلى يومنا هذا وافقت الدول العربية على التطبيع فقط فى النهاية، بعد تحقيق التسوية (أى ولا مرة). الآن، فى المبادرة المصرية، هم مستعدون أولا لتنفيذ الخطوات المطلوبة منهم بشكل مواز لخطواتنا. هل يتحقق ذلك فى الحقيقة؟ من الصعب التصديق. أخطر نتنياهو ليبرمان خلال حديثهم مؤخرا بأن إسرائيل مهددة بفعل "إعصار سياسي" ملموس. هذه صيغة (نتنياهو) ل"التسونامى السياسي" الذى كان يحذر منه إيهود باراك.يعرف رئيس الوزراء ما يخشاه. سيكون أوباما حرا ومتطلعا للانتقام بين نوفمبر ويناير.. الخطر حقيقي.