كشفت الكونغو الديمقراطية، عن مخططها لبناء سد "إنجا 3"، وهو أكبر سد في العالم يقام على نهر الكونغو، والذي من المقرر أن يتم البدء فيه خلال أشهر، ويمكنه توليد الكهرباء في أقل من خمس سنوات. يأتي ذلك بعد أن أعلنت إثيوبيا أيضًا أنها بصدد تشييد سد عملاق جديد بخلاف "النهضة" تحت مسمى "كويشا" بهدف توليد طاقة كهربائية تقدر بنحو 2200 ميجاوات، ولكن هذا النهر الجديد سيقام على النيل. وتستهدف الكونغو الديمقراطية توليد كهرباء تقدر بنحو 4800ميجاوات، وهو رقم ضخم للغاية يعادل ضعف ما تنتجه مصر من السد العالي 4مرات تقريبًا، أو ما يعادل ما تنتجه 20محطة طاقة نووية كبيرة. غير إنها تواجه صعوبات متمثلة في أنه قد يؤدي بناء السد إلى تشريد 60 ألف شخص. وتبلغ تكلفة بناء السد بنحو 14 مليار دولار في مقابل 2.5مليار يورو ستمنحها إثيوبيا للشركة الإيطالية التي ستنفذ سد "كويشا" العظيم. اللافت في الأمر، هو أن السد الكونغولي العظيم سيكون قادرًا على إمداد إفريقيا ب 40 % من احتياجاتها للطاقة الكهربائية، وبالتالي فهو يضرب السدين اللذين تشيدهما إثيوبيا في مقتل. وربط محللون بين إعلان "الكونغو" عن "أنجا"3 وزيارة وزير الدفاع الكونغولي أتاما تابى إلى القاهرة في يناير الماضي، والتي جاءت في سياق الدعم المصري المقدم إلى الكونغو. وكانت إثيوبيا قد أعلنت عن سد "كويشا" بعد بناء سد النهضة، وذلك بهدف توليد الكهرباء وتصديرها إلى الدول الإفريقية، إلا أنها قد تعيد النظر في الأمر بعد اتجاه الكونغو لبناء سد "إنجا 3"، لكون الأخيرة ستحتكر الكهرباء في إفريقيا بأسعار مخفضة للغاية. وقالت الدكتورة رشا الخولي، عميد كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس وخبيرة هندسة المياه، إن "بناء الدول الإفريقية للسدود حاليًا "خطة موجودة من قديم الأزل وكانت تنتظر الوقت المناسب". وأضافت ل "المصريون": "الفقر الذي تعاني منه إثيوبيا والكونغو يدفعهما لبناء مثل هذه السدود". وأوضحت، أن "سعي هذه الدول للحصول على الكهرباء والتنمية هو حق لها"، مشيرة إلى بناء الكونغو لسد عملاق يجعل إثيوبيا تفكر كثيرًا في مخططتها التي تؤذي به مصر. وأضافت: "الأرض في إثيوبيا غير مستوية، وغير صالحة للزراعة لأنها لا تحتفظ بالماء، وهذا هو الأمر الذي دفع إثيوبيا للبحث عن موارد أخرى للتنمية فكانت فكرة السدود". من جانبه، قال الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ السدود بالأمم المتحدة، إنه لا يستبعد فكرة أن تكون مصر وراء دعم سد الكونغو، وذلك ردًا على إثيوبيا التي ماطلت في المفاوضات الفنية. وأعرب الشناوي عن قلقه من سعي الدول الإفريقية لدخول هذا المجال بعنف، غير عابئة بأن تلك التكنولوجيا تحتاج إلى فهم عميق، خصوصًا في إدارة السدود، مضيفًا: انهيار تلك السدود يمثل كارثة تحل بالبلاد حولها.