انتقد عدد من شيوخ قبائل شمال سيناء، ما سموه تشكيك البعض فى وطنيتهم. وأكدوا أن وسائل الإعلام تبالغ فى تناول بعض قضاياهم ومشكلاتهم، حتى بدا الأمر وكأن كل أهالى سيناء «مجرمون». وقالوا إن اختيار شيوخ القبائل من جانب الأمن، يؤثر سلبيا على أهالى سيناء وأن مشاكلهم مع الدولة تتمثل دائما فى تعامل الأمن معهم بشكل مبالغ فيه. وقال شيوخ القبائل للإعلامى عبداللطيف المناوى، فى حلقة أمس الأول، من برنامج «وجهة نظر»، التى قدمها من شمال سيناء بحضور المحافظ، إن عدم تملكهم أراضيهم رغم أنها مقسمة بينهم «عرفيا»، بالإضافة إلى انتشار البطالة بين أبنائهم وعدم قبول التحاقهم فى أعمال كثيرة، من أبرز المشكلات التى تواجههم وتشعرهم بوقوع الظلم عليهم. وقال الشيخ عواف أبوشيخة، من قبيلة الترابين: «إن (السيناوية) يواجهون مشكلة عدم توثيق أوراقهم، إذ دائما تقابل طلباتهم بالرفض من كل الجهات الإدارية، بما فيها عقود ملكية الأراضى والمنازل». وأضاف: «كل تلك الممارسات جديدة علينا، فقبل ذلك كنا نتفق فيما بيننا على كل شىء بوجود أشخاص معينين هم شيخ القبيلة وبعض كبارها، الذين يكونون بمثابة شهود على ذلك، والمسؤولية تكون أمام ربنا، لكن أحيانا يحدث تعارض بين العرف والقانون لذلك بدأنا نتجه للتوثيق لكننا اكتشفنا أنه رفاهية ليست من حقنا». وقال سلام دامش، شيخ قبيلة السواركة، : «الكل يتجه للحديث عن عدم انتمائنا لمصر وهى قضية خطيرة، فكلنا مصريين ولا أحد يشكك فى ذلك، لكن ذنبنا أننا محافظة حدودية يلتفت إليها الإعلام بشكل كبير لأن حدودنا مع إسرائيل». وأوضح: «إذا تم القبض على أحد من سيناء بحوزته 50 سلاحا سيقول الإعلام إنها 500، لأن فكرة تهويل الموضوعات عنا أصبحت الأساس». وحول التهريب قال أحد شيوخ قبيلة السماعنة: «التهريب موجود فى كل محافظة حدودية، فالسلوم على سبيل المثال حدودها مع ليبيا وفيها تهريب لكن ليس هناك إعلام مسلط عليها، لكن مجاورتنا لإسرائيل جعلتنا (كبار مهربين)، فى نظر الإعلام». وأضاف: «من بين المشاكل التى نواجهها يوميا، عبور قناة السويس أو دخول الإسماعيلية أوغيرها إذ يتم تفتيشنا لمجرد أننا نحمل لوحة سيارة مكتوب عليها «جمرك» أو «ملاكى شمال سيناء»، ونظل عدة ساعات ننتظر الانتهاء من تفتيشنا خاصة عند دخول القناة. من جانبه، قال اللواء مراد موافى، محافظ شمال سيناء: «إن من حق أى دولة أن تطلب تفتيش العابرين للتأكد من سلامة موقفهم، وأن التهريب عبر الحدود مسؤولية مشتركة بين مصر وإسرائيل، خاصة أن الجانبين يعتمدان على الأسلحة فى التهريب ليلا، وأن من حق الأمن حماية حدود بلاده وإطلاق الرصاص على المهربين سواء كانوا (سيناوية) أو إسرائيليين». وأضاف: «الكل يترك القضية كلها ويتحدث عن الإصابات بين المهربين، متناسين قتل أو إصابة رجال الأمن على الحدود». وحول مشكلات شيوخ القبائل أكد موافى أن سيناء تحكمها أعراف وتقاليد منذ آلاف السنين، وكان يحكمها 30 شيخا والآن تعدوا 147، ومع ذلك لم تعد محكومة جيدا، فالقبيلة داخلها عشائر، وقال: «إن المسؤول عن هذا الخلل هم المشايخ وأهل سيناء أنفسهم، لأن الأعراف لم تترك أى صغيرة إلا ووضعت لها قواعد لو تم تطبيقها فلن يحتاجوا قوانين، لكنهم الآن يختارون قاضياً غير مشهود له بالنزاهة وهو ما يتسبب فى مشكلات عديدة».