كانت مساحة الأزهر وقت إنشائه تعادل نصف مساحته الحالية، ثم لحقت به إضافات، فمثلا لم تتوقف العمارة فيه فى عهد المماليك والمماليك الجراكسة، ومنهم السلطان قايتباى المحمودى ثم السلطان قنصوة الغورى، الذى قام ببناء المئذنة ذات الرأسين، وكانت أكبر عمارة أجريت للجامع الأزهر هى ما قام بها عبدالرحمن بن كتخدا، كما عنى به الخديو عباس حلمى الثانى فجدد فيه كثيرا وأضاف الرواق العباسى. وقد قام الأزهر برسالته العلمية ودوره التعليمى عقب الانتهاء من بنائه بسنوات قليلة، ففى أكتوبر 975 عقد أول درس علمى حين جلس قاضى القضاة أبوالحسن على بن النعمان وقرأ على الناس مختصر أبيه فى فقه آل البيت، فكانت أول حلقة علمية بالجامع الأزهر، ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمى بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس بالأزهر، وجعل لهم رواتب مجزية، وأنشأ لهم دورًا للسكنى بالقرب منه. وكان الأزهر قد شهد انتكاسة فى العصر الأيوبى، حيث عمد الأيوبيون إلى إلغاء المذهب الشيعى غير أن الأزهر استرد عافيته فى العصر المملوكى. ولم يعرف الأزهر منصب شيخ الأزهر إلا فى العهد العثمانى فكان للأزهر ناظر يتولى شؤونه المالية والإدارية فقط، وكان أول من تقلد المشيخة هو الشيخ محمد بن عبدالله الخرشى المالكى المتوفى فى 1690 وكانت هناك دعوات إصلاحية متعاقبة لشؤون الأزهر وتطوير مناهجه وتعاقبت القوانين فى عهود الخديو إسماعيل والخديو عباس حلمى الثانى، وقد صدر القانون رقم 1 لسنة 1911 وذلك فى أثناء المشيخة الثانية للإمام سليم البشرى والذى قضى بإنشاء هيئة كبار العلماء. وفى عهد عبدالناصر صدر القانون 103 فى يوليو 1961 الذى أصبح الأزهر بمقتضاه جامعة كبرى بها كليات مدنية، وشمل القانون إنشاء مجلس أعلى للأزهر يترأسه شيخ الأزهر وإنشاء مجمع البحوث الإسلامية بديلا عن جماعة كبار العلماء. لقد كان الجامع الأزهر أول عمل معمارى أقامه الفاطميون فى مصر، وأول مسجد أنشئ فى مدينة القاهرة، وقد بدأ جوهر الصقلى إنشاءه فى 4 من أبريل 970 وافتتح للصلاة فى السابع من رمضان 361 ه فى مثل هذا اليوم 22 من يونيو 971، وقد عرف منذ إنشائه باسم «جامع القاهرة» إلى أن تغير إلى «الأزهر» وهناك روايات مختلفة منها ما يقول إن اسمه مشتق من لقب السيدة فاطمة الزهراء.