كانت دولة الإسلام قد انحصرت فى الأندلس منذ مطلع القرن السابع الهجرى فى مملكة غرناطة التى كانت تضم ثلاث ولايات كبيرة هى غرناطة وألمرية ومالقة، وحملت هذه الدولة الصغيرة مهمة المحافظة على الإسلام فى هذه البقعة فى وجود عدو يتربص بها، ونجحت هذه المملكة فى أن تبقى على الرغم مما يتهددها من أطماع من كل جانب، وظلت تدفع الأخطار عن نفسها بالجهاد والمقاومة حتى طال عمرها أكثر من قرنين ونصف القرن، وقد نجح بنو الأحمر ملوك غرناطة فى أن يقيموا دولة قوية وحضارة بقى منها ما يدل عليها، وكان إسماعيل بن الأحمر قد صار سلطانا على مملكة غرناطة فى 1313 وكان قويًا ومحبًا للعدل ورفع لواء الجهاد لردّ هجمات الصليبيين، وفى بداية عهده قام القشتاليون بغزو غرناطة واستولوا على عدد من القواعد والحصون والتقوا مع المسلمين فى وادى فرتونة فى 1317 ولقى المسلمون هزيمة ثقيلة وغر هذا النصر القشتاليين وتطلعوا للاستيلاء على الجزيرة الخضراء ليحولوا دون وصول الإمداد إلى المسلمين، فقام السلطان إسماعيل بتحصينها وحمايتها من البحر بالأساطيل، فعدل القشتاليون عما اعتزموه وتحولوا للهجوم على غرناطة مجددا فطلب السلطان إسماعيل الدعم من سلطان المغرب الذى لم يهب لنجدته وواصل القشتاليون زحفهم على غرناطة مدعمين بفرقة إنجليزية يقودها أمير إنجليزى ولم يكن أمام المسلمين خيار سوى المواجهة والثبات وحسن الإعداد وكان جيشهم لا يتجاوز سبعة آلاف، جندى بقيادة أبوسعيد عثمان بن أبى العلاء الذى لم يرهبه جيش عدوه ودقت الحرب طبولها والتقى الجيشان فى مثل هذا اليوم 21 يونيو 1318، وما هى إلا سويعات حتى حقق المسلمون انتصارا كبيرا وقُتل عدد كبير من القشتاليين من بينهم قادة وأمراء وأُسر منهم الآلاف، وكان انتصار المسلمين قد شجعهم على استرداد ما خسروه من أرض وحصون وقلاع، وبخاصة بعد أن ساءت أحوال مملكة قشتالة لتناحر أمرائها وانتشار الفساد المالى والقضائى وسوء استعمال السلطة. وكان انتصار ألبيرة قد أعاد الثقة للمسلمين فتكررت غزواتهم وانتصاراتهم وعادت الدولة الإسلامية فى الأندلس قوية واستولى السلطان على بياسة، ومن بعدها مرتش، وعاد إلى غرناطة ولم تكد تمضى على عودته ثلاثة أيام، وفى 8 يوليو 1325 اغتيل على يد ابن عمه، الذى حقد عليه لأنه ظفر بجارية حسناء فى معركة مرتش.
