استهل رئيس اللجنة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، المؤتمر صحفى الذى عقده فى باريس، عقب زيارته الرسمية للقاهرة، بالإشادة بالدور المصرى وأهميته فى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وقال: «لا يجوز تزوير التاريخ والجغرافيا والوقائع، ولا يمكن أن نضع مصر إلا فى موقعها الطبيعى». وقال جعجع بتعجب: «ينسون مصر عبدالناصر والسادات ومبارك ومصر حرب 1973، حرب 73 التى كانت بالفعل لحظة من اللحظات التى شكلت تهديداً كاملاً على وجود إسرائيل». وأضاف: «كانت نتيجتها مقتل 2500 عسكرى إسرائيلى وتدمير 400 دبابة وإسقاط 200 طائرة إسرائيلية». وذلك قبل أن يختم تصريحاته عن مصر بالقول: «الرئيس عبدالناصر هو من قال «لا تقربوا من لبنان، اتركوا لبنان، لبنان له وضع خاص لا تجربوا أن يلعب لبنان دوراً ليس له». واستنكر رئيس القوات اللبنانية الأصوات المطالبة بسحب المبادرة العربية قبل وبعد أسطول الحرية، وعبر عن اعتقاده بأن سحب مبادرة السلام العربية «تعنى أكبر خدمة نقدمها للحكومة الإسرائيلية وتكريس للواقع الإسرائيلى إلى أجل غير مسمى». وأشار إلى أن «معبر رفح فتح بموجب اتفاق دولى مصر أحد أطرافه ولا يمكن لمصر أن تخرق هذا الاتفاق، وعندما خرجت السلطة الفلسطينية من غزة خرجت مصر». وفيما شدد جعجع على عدم مشاركة حزبه فى السفن التى تتجه إلى غزة لكسر الحصار، قال: «لدى مصر حل للأزمة الإنسانية فى غزة ويجب أن نستمع لها». كان رئيس حزب القوات اللبنانية قد التقى الرئيس حسنى مبارك خلال زيارته للقاهرة منتصف الأسبوع، قبل أن يتوجه إلى باريس، حيث التقى كلاً من وزير الخارجية برنار كوشنير، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة تيرى رود لارسن، لتنفيذ القرار 1559، المتعلق بسحب القوات الأجنبية من لبنان ونزع سلاح «حزب الله» والمنظمات الفلسطينية. وحول العلاقات السورية-اللبنانية والنفوذ الإيرانى، شدد جعجع على ضرورة «إخراج لبنان من ممر الفيلة» حسب تعبيره ، وقال «هناك استفهامات حول الموقف الفرنسى والعلاقات القديمة الجديدة بين فرنسا وسوريا لكن بالنسبة لفرنسا، لبنان أولاً، ومن الطبيعى أن تكون هناك علاقات مع سوريا، المهم فحوى هذه العلاقات». وتمنى «جعجع» أن تحل الأزمة بين إيران والمجموعة الدولية «بطرق سلمية.. وأقصى تمنياتى إن لم يوجد حل أن تبقى مواجهة باردة، لكن الوقائع أن المسألة تتجه نحو التصعيد».