■ لا شىء فى جنوب أفريقيا يعلو فوق صوت «الفوفوزيلا» تلك الأبواق العجيبة التى تستخدمها جماهير الفرق الأفريقية للتشجيع فى نهائيات كأس العالم 2010 ويدوى طنينها بصدى رهيب فى جنبات الملاعب، وتعنى كلمة «فوفو» فى لغة «الزولو» إحدى لغات جنوب أفريقيا إحداث ضجة، ويصل طول البوق منها إلى 100 سم وسعره يتراوح ما بين 50 و120 راند عملة جنوب أفريقيا (الدولار يساوى 7.5 راند). وقد أحدثت «الفوفوزيلا» جدلاً وتجاوزت الشكوى من الضوضاء التى تحدثها اللاعبين والمدربين إلى معلقى القنوات التليفزيونية، وثار جدل كبير حول منعها من مدرجات الملاعب بسبب الضجيج الذى تحدثه والتشويش على هتافات المشجعين وغنائهم أثناء المباريات، وكذلك على معلقى القنوات الرياضية. ولقى شكا من هذه الآلة بعض شبكات التليفزيون العالمية وبعض اللاعبين منهم «تشافى ألونسو» نجم وسط إسبانيا واصفاً إياها بأنها آلة اقتحامية تضايقك طوال المباراة واقترح حجبها عن الملاعب. وفى مقابل الانتقادات والتحذيرات الطبية من احتمال فقد حاسة السمع لدى اللاعبين والجماهير فإن مسؤولى الاتحاد الدولى وعلى رأسهم جوزيف بلاتر دافعوا عن هذه الآلة معتبرين أنها جزء من الثقافة الكروية الأفريقية تماماً مثل طبول السامبا البرازيلية وأصوات أجراس البقر السويسرية إلى موجات الكتل البشرية المكسيكية. وقد انتشرت تلك الآلة فى مولات ومطاعم وشوارع المدن الجنوب أفريقية بل إن بعض الفنادق توزعها بالمجان على روادها مما دعا مشجعى معظم الفرق إلى استخدامها ولم تعد مقصورة على الجماهير الأفريقية. ■ فى أحد المولات التجارية بجوهانسبرج التقيت بالدكتور محمد إبراهيم، رئيس اتحاد المصريين فى جنوب أفريقيا، الرجل يجوب المقاطعات فى جنوب أفريقيا هذه الأيام للدعوة إلى دعم الفريق الجزائرى ويقول إن عدد المصريين فى جنوب أفريقيا يزيد على 20 ألف نسمة وإن معظمهم يعمل فى مجالات تجارة التجزئة وشركات الاستيراد والتصدير وأعمال البناء، وشدد على أن المصريين هنا يقفون خلف الفريق الجزائرى كونه الممثل الوحيد للعرب فى البطولة، وقال إن ما يجمع العرب أكبر مما يفرقهم، فنحن أمة واحدة ولغة واحدة وتاريخ واحد ومستقبل واحد. وذكر لى أنه فى مباراة الجزائر مع سلوفينيا سافر أكثر من 900 مصرى من جميع مقاطعات جنوب أفريقيا إلى مدينة بوكلوانى لمؤازرة الفريق العربى وقوبلوا بترحاب شديد من 15 ألف جزائرى بعضهم كان يحمل علم مصر ويهتف «تحيا مصر برازيل العرب» وقال إنه يجرى حالياًَ حشد المئات من أبناء الجالية المصرية لحضور مباراة الجزائر مع إنجلترا التى تقام اليوم فى «كيب تاون» وأشار إلى أن صحيفة «المورد الأفريقى» الجنوب أفريقية أوردت أن «الجماهير المصرية فى جنوب أفريقيا أظهرت وجه مصر الحضارى بتشجيع الجزائر من كل قلوبها» وتجلى ذلك على حد قول الصحيفة بأن عشرات المصريين كانوا يرفعون العلم الجزائرى على سياراتهم وشركاتهم فى المدن المختلفة والشوارع. ■ تمتلك جنوب أفريقيا مقومات نجاح تنظيم المونديال من توافر البنية التحتية وملاعب وفنادق وطاقة إيوائية ومطاعم إلى شوارع نظيفة وانسياب مرورى، ولجأت الدولة إلى شركات للتأمين والحراسة على الفرق والملاعب لتوفير الأمن، ولكن نظراً لارتفاع معدلات الجريمة فى جنوب أفريقيا التى مثلت مصدر قلق كبيراً للجميع خلال المونديال، فقد كان الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» والدولة على وعى تام بضرورة توفير الأمن والسلامة، لذلك تم إنفاق نحو مليار «راند» لضمان تحقيق جميع التدابير اللازمة لذلك وتم وضع بعض النصائح الأساسية للبقاء الآمن فى جنوب أفريقيا فى مقدمتها عدم السير فى الشوارع فرادى ولكن فى مجاميع وعدم السهر بعد الثامنة خارج الفنادق وعدم حمل أشياء ثمينة أثناء التجول بالشوارع أو الملاعب، وحمل الأموال وجواز السفر الخاص فى حزام خاص تحت الملابس، وترك الأشياء الثمينة الخاصة فى خزائن الفندق، وعدم استخدام التليفون المحمول فى الأماكن العامة وعدم قبول مساعدة من شخص غريب فى جهاز الصراف الآلى. وقد نشرت الشرطة نحو 41 ألفاً من أفرادها كقوات إضافية خلال فترة المونديال. ■ اللافت للنظر أنك تجد منحوتات خشبية وتماثيل للاعبين فى الفرق التى تلعب فى كأس العالم تمت صناعتها فى إندونيسيا ويصل طول التمثال الواحد إلى 8 و18 سنتيمتراً ويتم بيعه بما يتراوح بين 120 و300 راند. ويقول جرانت دانبر رجل أعمال فى جوهانسبرج إنه لجأ إلى شراء هذه المنحوتات من إندونيسيا بعد أن كافح فى سبيل إيجاد فنانين أفارقة يقومون بصناعتها محلياً بنفس المواصفات وهو أمر محزن، وأضاف أن مجتمع الفنانين المتخصصين فى مجال النحت مبعثر جداً فى أفريقيا فقد ذهبت إلى ساحل العاج وزيمبابوى ولم نجد سوى شخصين فى قرية قاما بتصميم بعض المنحوتات الأفريقية.