سؤال وجواب حول الوضع المحال

سؤال: هل تستطيع المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وقطاع غزة التوسع دون المساعدات المالية والسياسية التى تتلقاها باستمرار من جماعة المسيحيين الصهيونيين؟!
الإجابة: هذه الجماعة قامت بدور كبير فى الدعوة والمساعدة على تهجير عشرات الآلاف من اليهود الروس والأفارقة إلى داخل إسرائيل وتوطينهم فيها (بناء على الدعوة الموجهة من مؤتمرهم الأول عام 1985)، وتقوم هذه الجماعة بتجميع ملايين الدولارات عن طريق التبرعات التى تقدمها المؤسسات الدينية والمدنية داخل الولايات المتحدة والإعانات لإسرائيل، ولديها مشروع قومى وطنى اسمه: تبنى مستوطنة داخل إسرائيل!!
سؤال: ما الجذور التاريخية لهذه الجماعة، وما أهدافها؟
الإجابة: نشأت جماعة المسيحيين الصهيونيين فى إنجلترا أواخر القرن السادس عشر.. ويعتمد فكرها على إحياء ما سبق وجاء ذكره فى التوراة والإنجيل من أن الرب وعد النبى إبراهيم ويعقوب وإسحاق عليهم السلام ونسلهم من بعدهم بالاستقرار والاستيطان فى أرض فلسطين بعد طول تشرد وشتات عقاباً لهم على قتلهم المسيح عليه السلام بعدها سوف يعود السيد المسيح إلى الأرض ليأخذ معه أتباعه المخلصين إلى أرض النعيم فى جنة الخلد،
مثالاً لذلك ما جاء ذكره على لسان «إيد مكاتير» الأب الروحى لجماعة اليمين الدينى على شاشة محطة «CBC» الأمريكية فى برنامج «60 دقيقة» عقب النصر الذى حققته إسرائيل فى حرب 1967، معبراً عن مشاعره بقوله: «سعادتى لا توصف وأنا أرى النبوءة التى جاء ذكرها فى الإنجيل تتحقق أمام عينىّ، كل حبة رمال ما بين البحر الميت ونهر الأردن والبحر المتوسط هى ملك لليهود، بما فى ذلك الضفة الغربية وغزة».
أما جريس هلسيل، فقد ذكر فى كتابه الشهير «النبوءة والسياسة» قوله: «يجب أن يستوطن اليهود جميع الأراضى التى وعدهم الله بها ليتمكن المسيح من العودة».
يكفى أن نقول إن آرثر بلفور، المندوب السامى البريطانى فى فلسطين، كان أحد أعمدة هذه الجماعة الدينية المتطرفة فى فكرها، وكان هو أول من نزل بهذا الفكر إلى أرض الواقع السياسى بإعطائه اليهود «وعد بلفور» الشهير عام 1917، ذلك الوعد الذى غيّر وجه الحياة فى الشرق الأوسط، وأشعل فيها الصراع الدامى من يومها إلى الآن.
سؤال: ما مدى تأثير هذه الجماعة الدينية على مراكز صنع القرار السياسى فى الولايات المتحدة الأمريكية؟
الإجابة: جدير بالذكر، بداية، أن جماعة المسيحيين الصهيونيين تبلغ أعدادها وفق أحد التقارير الحديثة، سبعين مليون مواطن أمريكى، أى ما يقترب من نسبة العشرين فى المائة من تعداد السكان، مع العلم بأن تلك الجماعة تعمل باستراتيجية علمية منظمة..سوف ندرك مدى توغلها وسيطرتها على أماكن صنع القرار داخل الكونجرس والبيت الأبيض.
كتب «بيل مويرز» مقالاً صحفياً، فى جريدة «NOW» بتاريخ 6 يونيو 2003 يقول فيه: «إن الجناح اليمينى لجماعة المسيحيين الصهيونيين يعتبر أكثر تأثيراً على القرار السياسى الأمريكى تجاه إسرائيل، من الجناح اليهودى الإسرائيلى نفسه»!!
سؤال: وما الموقف المطلوب من العرب تجاه أعمال هذه الجماعة الدينية المتطرفة والعشرات المشابهة لها فى أوروبا وبقاع أخرى من الأرض؟
الإجابة: الموقف المطلوب اتباعه هو توعية الجماهير العربية بالأبعاد الدينية للقضية، اعتماد أسلوب جمع التبرعات المالية نفسه وتقديمها كمساعدات لإخواننا داخل الأراضى المحتلة، تكوين رأى عام عربى يشكل ضغطاً على أعضاء مراكز صنع القرار فى واشنطن وإنجلترا وباقى دول العالم لصالح حل القضية، التركيز على الإعلام الغربى بالكشف أمام الرأى العام العالمى عن خطورة تشجيع تلك الجماعات قيام دولة تعتمد أسلوب الاحتلال الاستيطانى على أساس دينى، وخطورة ذلك على مستقبل السلام العالمى.
ملحوظة: الأسئلة والإجابات الواردة فى هذا المقال تعبر عن رأى الكاتبة وعلى مسؤوليتها الشخصية.
aaboulnour@hotmail.com