بينما كنت جالساً أتناول فنجان شاى على تراس مقهى ملاصق لمسرح الكوميدى فرانسيز بباريس، فوجئت بالرئيس السابق جاك شيراك مع بعض رجال السياسة الفرنسيين السابقين يدخلون المقهى لتناول القهوة وهم واقفون، تماماً كما كنا نفعل فى محل البن البرازيلى بجوار سينما ميامى وسط البلد زمان.. ولم أكن قد رأيته على الطبيعة منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضى، حينما رشح نفسه لمنصب عمدة باريس.. أزحت الجريدة التى كنت أطالعها، الرئيس السابق شيراك والمرافقون له من رجال السياسة لم نعد نراهم كثيرا فى وسائل الإعلام كما كان الحال فى الماضى، رغم أنهم الآن أعضاء فى المجلس الدستورى الفرنسى!! وها هو الآن أمامى يعيش حياته كمواطن عادى.. ببساطة رئيس جمهورية سابق على المعاش!.. قبل الرئيس السابق شيراك.. كانت فرنسا بلد الحريات وحقوق الإنسان.. وبعد شيراك ظلت فرنسا هى نفسها بلد الحريات وحقوق الإنسان.. ولم يشعر أى مواطن فرنسى باليتم أو بعدم الاستقرار!!. لو أن سائلاً سألنى عما أحلم به - رغم أن الليلة ليست ليلة القدر- لأجبت دون أدنى تردد: أن أرى رئيساً لمصر على المعاش كباقى دول العالم.. فهل هذا كثير على مصر؟!. وجيه أحمد إبراهيم باريس- فرنسا wibrahim@chu_grenoble.fr