تسلمت أسرة الشاب المنتحر من أعلى كوبرى قصر النيل جثمانه من مشرحة زينهم، ظهر أمس، بعد أن أمرت النيابة العامة بدفنها بعد تشريحها لبيان أسباب الوفاة. بكى أشقاؤه وشقيقاته الذين ارتدوا الملابس السوداء حدادا على وفاته، انتظروا لأكثر من 3 ساعات حتى تسلموا الجثة، وفوجئوا بوسائل الإعلام تتحدث عن انتحار شاب شنقا من فوق كوبرى قصر النيل، ولم يتوقعوا أنه شقيقهم، حتى تهافتت وسائل الإعلام عليهم، ونفوا ما نشرته الصحف بشأن ترك شقيقهم المنتحر خطابا كتب فيه لحبيبته «لن أستطيع الحياة بدونك» مؤكدين أن شقيقهم لا يعرف القراءة والكتابة، وأنه متزوج منذ 12 عاما، والخطابات لا أساس لها من الصحة، وقالوا: «لا نعرف لماذا ذكرت الشرطة ذلك» على الرغم من تأكيدهم قصة الحب فى تحقيقات النيابة. «المصرى اليوم» كانت أمام المشرحة، ورصدت تفاصيل أحزان ارتسمت على وجوه أسرة «عمرو موسى عبداللطيف»، الشاب الذى صنع لنفسه مشنقة أعلى كوبرى قصر النيل، حيث ربط حبلاً فى عمود إنارة ولف طرفه الثانى حول رقبته وقفز فى النيل ليتدلى وتنتهى حياته. قال شقيقه «صابر موسى عبداللطيف»: «عمرو متدين ويصلى دون انقطاع ولا يمكن أن ينتحر واستبعد أن يكون شنق نفسه وارتكب هذه الجريمة فى حق نفسه ومات بتلك الطريقة التى لا يرضى بها الله، فضلا عن أنه لا يعرف القراءة والكتابة، ولم يمح أميته، فكيف كتب خطابا بخط يده لمحبوبته قال فيه إنه أقدم على الانتحار من أجل فتاة، كما نشرت وسائل الإعلام أمس الأول». وأضاف أن شقيقه متزوج منذ 12 عاما، فكيف يترك خطابا مثل هذا يدينه أمام زوجته التى تزوجها بعد قصة حب لسنوات. توقف الأخ قليلا عن الكلام إلا أن الأهل أكدوا له ضرورة استكمال حواره معنا ليوضح الحقائق، فعاد للحديث قائلا: «شقيقى كان انطوائيا لا يتحدث إلا فى حالة السؤال أو توجيه الكلام إليه فضلا عن أنه كان قليل الشكوى رغم ظروفه الصعبة التى يمر بها فى حياته وكان يمر بحالة نفسية سيئة». وواصل كلامه: «إحنا 4 أولاد وبنتين كلنا متزوجون، قليلا ما نلتقى لأن كل واحد مشغول بأسرته ومتاعب الحياة الكثيرة، وعمرو كان ساكن فى شقة إيجار هو وزوجته وعمره ما اشتكى من أى شىء وكان أكثرنا التزاما وقانعاً بحالته وكلنا فى حالة اندهاش من الحادث، وعقلى يرفض أن يصدق ما نشر وما قيل لأننى أكثر الناس وأقربهم لعمرو». تدخل ابن خالته محمد عبدالمولى فى الحديث مقاطعا: «ابن خالتى يعرف ربنا جيدا ونستبعد ارتكابه هذه الجريمة البشعة فى حق نفسه»، وتساءل: «كيف لشاب يصلى بانتظام ويعرف تعاليم القرآن الكريم أن يموت بتلك الطريقة؟!»، وأضاف: «لنفرض أنه كتب خطابا بخط يده أعلن فيه أنه يحب فتاة، أين الجريمة فى ذلك فكل واحد منا أكيد مر بقصة حب فى حياته؟»، وقال: «ممكن يكون خطاب قديم كتبه قبل الزواج، الضحية لم يدخن سيجارة طوال حياته وكنت أقرب الناس إليه ولم يشك لى من أى ضيق فى يوم من الأيام لأنه كان دائما راضياً بقضاء الله وقدره وأن الظروف الصعبة التى يمر بها ابتلاء من عند المولى عز وجل»، وأكد أن عمرو اشتغل أشياء كثيرة منها مندوب بإحدى الشركات ثم انتهى به الحال ليعمل سائق تاكسى. وأنهى حديثه إلينا قائلا: «على كل حال هو راح لحاله وربنا أعلم بسبب انتحاره». وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها، واستدعت أفراد أسرته لسؤالهم عن أسباب الحادث.