انتقد فؤاد ثابت، رئيس اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية، ورئيس جمعية تنمية المشروعات والصناعات الصغيرة والمتوسطة، شرط الحصول على موافقات «أمنية» للحصول على تراخيص لبعض المشروعات، وقال إن تعدد الجهات الأمنية يعكس الفكر البيروقراطى، الذى أدى وجوده إلى أن تصبح مصر بيئة غير مناسبة للمشروعات الصغيرة. وقال ثابت، فى حواره مع «وظائف المصرى»: إن هيئة التنمية الصناعية كانت تدعم المشروعات الصغيرة، لكنها تحولت فجأة إلى جهة تعرقل إنشاء هذه المشروعات.. وإلى نص الحوار: ■ ما الشروط المطلوب مراعاتها عند اختيار المشروع الصغير أو المتوسط؟ - البيئة المحيطة بالمشروع الصغير أو المتوسط أولاً، لأن اختيار الموقع المناسب والمساحة المناسبة من أهم عوامل استمرارية المشروع، بالإضافة إلى اختيار المناطق الصناعية التى تقدم تسهيلات فى الدفع، لأصحاب هذه المشروعات، مع ضرورة توافر البنية الأساسية اللازمة لاستمرار المشروع، لذا يفضل أن يحصل صاحب المشروع على تراخيص المبانى الخاصة بمشروعه، وأود أن أنوه أيضاً بأهمية البحث عن مصادر تمويل المشروع، لضمان استمراريته، مع ضرورة تقديم دراسة جدوى جيدة تلائم احتياجات السوق. ■ كيف يقوم الشباب بإجراء دراسة جدوى تضمن لمشروعه النجاح؟ - دراسات الجدوى شىء أصبح من السهل الحصول عليه الآن، خاصة فى ظل توافر الجهات التى تعد لصاحب المشروع هذه الدراسة مجاناً، كالصندوق الاجتماعى للتنمية، الذى يسمح لصاحب المشروع باختيار الدراسة التى تناسبه، حسب نوع المشروع الذى يختاره، بالإضافة إلى بعض البنوك والمواقع الخاصة على الإنترنت التى توفر استمارات دراسات الجدوى، التى لا تحتاج سوى أن يملأها صاحب المشروع ويقوم بعمل معادلة لمعرفة ناتج الربح. ■ ما الجهات المعنية برعاية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمانحة للقروض؟ - تتمثل الجهات المانحة للقروض فى عدد من البنوك الوطنية بالإضافة إلى الصندوق الاجتماعى للتنمية، و هناك أيضًا بعض الجمعيات الأهلية التى تقوم بتمويل هذه المشروعات عن طريق الاقتراض أيضًا من البنوك، ومن ثم إقراضها لصاحب المشروع، ولا أخفى عليكم أن فى هذه الحالة تزيد نسبة الفائدة على صاحب المشروع بنسبة تصل إلى 3٪ عن النسبة التى يقدمها الصندوق الاجتماعى، وهناك أيضاً بعض جمعيات رجال الأعمال تتلقى منحاً من المعونة الأمريكية لإقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لكن نسب الفائدة على الإقراض لديها مرتفعة، وتصل فى بعض الأحيان إلى 16٪. ■ ما الجوانب القانونية المرتبطة بتأسيس المشروعات المتوسطة والصغيرة؟ - أهم الإجراءات القانونية تتلخص فى تسجيل عقد الشركة أو المصنع حسب نوع المشروع وهذا يتم من خلال شباك واحد يتقدم من خلاله صاحب المشروع للجهة المختصة بطبيعة المشروع، ويتم إنهاء جميع الإجراءات من خلال هذا الشباك. ■ ما المعوقات التى تواجه المشروع بعد تنفيذه؟ - هناك بلا شك بعض المعوقات التى تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أولها صعوبة إجراءات استخراج تراخيص المبانى، وإن تم تطويرها مؤخراً، لكن لا يزال صاحب المشروع يواجه مشكلة ارتفاع تكلفة استخراج هذه التراخيص، بالإضافة إلى توقف مصدر تمويل المشروع، وتعثر صاحبه، وهذه من أهم العقبات، خاصة أن هناك إحصائية تؤكد أن 85٪ من المشروعات تتعثر بسبب تعثر التمويل، ومن ضمن المعوقات تسويق منتجات هذه المشاريع. ■ هل هناك وسائل تضمن للمشروع نجاحه إذا تم اختيار دراسة جدوى جيدة له؟ - أفضل الطرق التى تضمن للمشروع الصغير النجاح والاستمرارية هو ربطه بالصناعات الكبيرة، أى أن يقوم المشروع بالعمل كصناعة مغذية للصناعات الكبيرة، وهناك أمثلة عديدة على ذلك، فمثلاً إقامة مصنع لإنتاج الكرتون تعتبر من الصناعات المغذية لأغلب المصانع الكبرى. ■ ما هى أهم نقاط الضعف التى تواجه المشروعات الصغيرة؟ - نقطة الضعف الأساسية، تعود إلى الآلية الخاصة بالانسحاب الآمن من السوق، وهذا شىء نراه صعباً للغاية فى مصر، حيث إننا نحتل المرتبة 130 من بين 131 دولة فى التنافسية الخاصة بالانسحاب الآمن من السوق، والنقطة الثانية ترجع إلى البيئة المحيطة لهذه المشروعات والجباية التى تفرضها الجهات المسؤولة على أصحاب هذه المشروعات، رغم أن هيئة التنمية الصناعية كانت تدعم هذه المشروعات فى بادئ الأمر، لكنها تحولت فجأة إلى جهة تعرقل الإنشاء، بسبب الصعوبات التى يواجهها صاحب المشروع للحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء المشروع، بالإضافة إلى مطالبة أصحاب هذه المشروعات بالحصول على موافقة أمنية من جهات متعددة للسماح لهم بإقامة مشاريعهم، وأرى أن هذا الشرط يعرقل مسيرة إجراءات الإنشاء نظراً لتعدد الجهات الأمنية، مما يؤخر التنفيذ، كما أن هذا الشرط تم فرضه مؤخراً ولم يكن له وجود من قبل، وهذا بلا شك يعتبر نوعاً من أنواع الفكر البيروقراطى المصرى، الذى أدى إلى أن تصبح البيئة الخاصة بالمشروعات الصغيرة بمصر غير مناسبة ولا تشجع على التنافسية. ■ ما هى الوسائل التى تدعم القدرة التنافسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟ - استخدام التكنولوجيا كأساس للارتقاء بالمشروع وتحقيق الإنتاجية العالية، بالإضافة إلى تهيئة مناخ العمل وتيسير العقبات والمعوقات التى تواجه مسيرة المشروع، كما يجب أيضا مساعدة البحث العلمى لهذا المجال، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال البحث العلمى، ولضمان التنافسية يجب أن نعمل على نشر ثقافة جودة الإنتاج والسعى بجدية، للحصول على شهادات الجودة و«الأيزو» فى البيئة، وفى المصانع بشكل عام، إلى جانب ضرورة التركيز على تنمية المهارات الخاصة لأصحاب الأعمال.