«البحرية الإسرائيلية مدعومة بالطيران تهاجم قافلة سفن الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة بعد رفض القافلة العودة من حيث أتت»، هكذا كان خبر ال«بى.بى.سى» العربية الأول الذى بثته فى الساعة 6.35 صباحاً بتوقيت القاهرة، ليرصد ما قامت به إسرائيل تجاه قافلة الحرية للتضامن مع فلسطينيى قطاع غزة قبل بلوغها بنحو 20 ميلاً. ولكن وعلى الرغم من سرعة بث خبر القصف، الذى وقع فجر أمس الاثنين من قبل شبكة ال«بى.بى.سى» العربية، إلا أن فارقاً كبيراً بين التغطية العربية للخبر والتغطية الغربية له. فبينما كانت قناة ال«بى.بى.سى» العربية وقناتى الجزيرة والعربية للأخبار تتابعان الموقف الحادث فى غزة عن قرب بما يتضمنه من عمل اتصالات تليفونية لمعرفة آخر التطورات وردود الأفعال، وتكرار إذاعة آخر صور التقطت للحادث، كانت قناة ال«بى.بى.سى» وورلد نيوز الناطقة بالإنجليزية تذيع تقريراً عن الطقس تلاه آخر عن التطورات الاقتصادية. أما قناة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية فتعاملت مع الخبر كعنوان دون تفاصيل، قدمت بعده أخبار من مختلف مناطق العالم، وكذلك فعلت قناة «تى فى 5» الفرنسية، كأن موت 19 مدنياً من مختلف الجنسيات على يد الجيش الإسرائيلى أثناء مشاركتهم فى قافلة لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين فى غزة، حق طبيعى ومتأصل. الطريف أن الأمر استمر على مدار ساعات النهار فقدمت قناة «سى.إن.إن» أخبارها ومتابعاتها الرياضية عن مسابقات كأس العالم فى جنوب أفريقيا فى الواحدة ظهراً، بالإضافة إلى تقرير عن تطورات الرياح فى السلفادور، فى ذات الوقت الذى عرضت فيه قناة ال«بى.بى.سى» التليفزيونية بالإنجليزية تقريراً وثائقياً عن تاج محل فى الهند؟ دكتورة ليلى عبدالمجيد، عمدة كلية الإعلام، تبنت وجهة النظر الثانية وأكدت أن الإعلام الغربى طالما يتحدث عن المهنية والحيادية فى تغطية الأخبار فى كل أنحاء العالم، ولكن هذا غير صحيح حينما يتعلق الأمر بشىء قد يضر بالمصالح الكبرى لتلك الدول. وأضافت: «كان المتوقع من إعلام يصف نفسه بالحياد أن ينقل صورة طبيعية وحية لما حدث لمواطنيه لا نريد التعاطف وإنما الحقيقة، لكن المصالح دوما تمسك بزمام الأمور فيما يقوم به إعلام الغرب من تغطية بخاصة عندما يتعلق الأمر بما يحدث من جانب إسرائيل تجاه العرب.