تبكى الأم على أولادها بمرارة نفسها وحرقة دموعها وآلام قلبها حين تجدهم فى انقسام وشجار، وكل يحارب أخاه ويهملوا بعضهم فيصابون بجروح غائرة ونفوس تضيع وحياة مشتتة ومشوهة فى المعايشة، فمصر أمى الساكنة بداخلى لأن طبيعتها وحضارتها وقيمها ومبادئها وجمالها، كونتنى فأنجبتنى لأرى ريعان ربيع شبابها ولكنى الآن أراها حزينة باكية وكاد الدمع يكون دماً، وهزيلة وكونى الصغير جلست أمامها أنظر إليها ولم أعرف ماذا أفعل أو أقول لها! أما هى فتعرفنى جيداً فإنى أنا من أخرجتنى من رحمها فبإحساسها وحبها العميق أدركت ما يدور بفكرى وشاهدت كل الصور بحدقة عينى فأجابتنى ويداها على كتفى: لا تخف يا صغيرى واعرف أن دموعى وحزنى وكل آلامى من أجلك لأن ما يجرى لك من مشاكل متعددة وقضايا ساخنة مرة من بطالة وغلاء وارتفاع الأسعار الجنونى وتدنى الأجور والمعاشات وهروب شباب بالهجرة غير الشرعية وحوادث القتل والاغتصاب والسرقة وبيع الأعضاء والمخدرات وتمزق نسيجى بالاحتقانات الطائفية بينكم يا أولادى والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات لغياب تفعيل أو تجديد للقوانين ومعارك الانتخابات الطاحنة المحتاجة دواء فعال لعلاج داء القوانين المليئة بالثغرات ولعدم شموليتها لحقوق الإنسان وغيرها من المؤثرات السلبية على الحياة المعاشة بكل المناحى التى تهدر فلعل إخوتك الكبار المسؤولين معى فى تحمل الأعباء العارفين أن غيرى كثيرون ينظرون لوجهى وجسدى ويسمعون صوتك وأنينى ليعرفوا لهيب الفساد واللامبالاة والإهمال فى العلاج حرق وجهى وتيبس جسدى وعينى غارت بالداخل لكثرة دموعى وشعرى يتساقط من كثرة وسريان همومى ولو أرادوا تجديد شبابى فليعملوا بالشفافية والوضوح وإقامة ميزان العدالة والمساواة بكل مناحى الحياة وحتى تدركنا المواطنة الأصيلة وحقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية وأعود لجمال الحياة والزمن الجميل! وأخيراً وببسمة عريضة وثقة النفس فى القول قالت لا تخف يا صغيرى التغيير للصلاح والإصلاح قادم ولا محال فلا حل سوى الاعتراف بالأخطاء والمعالجة الفورية! رفعت يونان عزيز قلوصنا - سمالوط - المنيا