خبراء: حضور مرسي الاحتفالات العسكرية «حرب لانتزاع الصلاحيات»

اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن الرئيس محمد مرسى أصبح بمجرد حلف اليمين الدستورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشكل تلقائى، وأن حضوره حفلات تخريج الدفعات من الكليات العسكرية، أمر طبيعى، وضرورة تفرضها التقاليد العسكرية، حتى إن كان رئيسا مدنيا، لافتين إلى أن «مرسى» بالفعل هو أول رئيس «مدنى» يحضر تلك الاحتفالات، وأن دعوته للمشاركة تؤكد عظمة القوات المسلحة التى تمخضت عن أمة أعظم هى الأمة المصرية، مؤكدين أنه أمر طبيعى ألا يتدخل فى أمور الجيش، إلا فى حالات إعلان الحرب، باعتبار الجيش مثله مثل أى مؤسسة فى الدولة لها من يديرها.
فيما وصف ناشطون على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، حضور الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، حفلات تخريج دفعات جديدة من طلبة الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوى، بمشاركة المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ب«حرب انتزاع الصلاحيات».
قال الناشطون إن حضور «مرسى» تلك الاحتفالات فى المرحلة هذه الدقيقة التى تمر بها مصر ليس له معنى سوى محاولة تاكيد د. محمد مرسى أحقيته بمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث رأوا أن المجلس العسكرى يحاول تهميش «مرسى» فيما يخص هذا المنصب، ودللوا على ذلك بإلصاق «صفة رئيس الجمهورية» فى البيانات الصادرة عن القوات المسلحة، والتغاضى عن ذكر لقب «القائد الأعلى للقوات المسلحة»، مؤكدين أن ذلك مقصود وليس مجرد خطأ أو صياغة صحفية. وتعد مشاركة «مرسى» فى الحفل وتكريم الأوائل هى أول مشاركة ل«رئيس مدنى» فى حفلات تخرج الكليات العسكرية، التى اعتاد أن يشارك فيها الرؤساء السابقون لمصر بصفتهم «العسكرية».
من جانبه، استبعد الخبير الاستراتيجى، الدكتور نبيل فؤاد، فكرة محاولة «مرسى» التاكيد على منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة، وأضاف: «(مرسى) لا يحتاج إلى اللجوء لمثل تلك الطرق» وقال: «يوم تسليم السلطة أدى المشير طنطاوى التحية العسكرية للرئيس محمد مرسى، وهو ما يدل على أنه أصبح رئيساً لكل المصريين»، وقال إن وصف مرسى ب«الرئيس» وليس القائد الأعلى للقوات المسلحة، شىء طبيعى لأنه لا يتدخل فى تخصص أى وزير آخر رغم أنه يرأسه، فلماذا سيتدخل فى أمر الجيش، مشيراً إلى أن دور «مرسى» كقائد أعلى للقوات المسلحة لن يظهر إلا فى وقت الضرورة فقط، أما فى الأوقات العادية فسيكون دوره رئيساً للجمهورية ويتشاور معه المجلس العسكرى فيما يخص أمور الجيش.
من جانبه، رأى اللواء حسن الزيات، الخبير العسكرى، أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى بعد حلف اليمين أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الأمن الوطنى، وهناك فرق بين القائد الأعلى والقائد العام الذى يشغله وزير الدفاع، فالرئيس له الدور السياسى، أما القائد العام فهو الذى يتولى المهام العسكرية، وفى حالة إعلان الحرب فإن الرئيس هو الذى يتخذ القرار سياسيا ويحدد الأهداف، ثم يُعلم بها القائد العام للقوات المسلحة ويكلفه بتولى اللازم، مشيراً إلى أن فكرة حرب الصلاحيات مع المجلس العسكرى غير واردة حاليا، مؤكداً ضرورة التفاهم بين الطرفين فيما يخص صلاحيات كل منهما حتى تستقر البلاد وتمر من تلك الفترة الحرجة.
وقال اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولى للدراسات المستقبلية: «رغم أن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لا يتمتع بخلفية عسكرية إلا أنه حضر العرض العسكرى لكليتى الدفاع الجوى والبحرية، بصفته رئيس الدولة، وهو ما يمنحه صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة»، مؤكدا أن رئيس الجمهورية يرأس كل شىء فى الدولة.
اوقال الدكتور محمد الجوادى، المؤرخ والمحلل السياسى: «ليس غريباً على مصر أن تكون أعلى رتبة فى الجيش مدنية، حيث عُين صليب باشا سامى وزيراً للحربية فى ثلاثينيات القرن الماضى، وعندما حضر أحد العروض العسكرية فى ذلك الوقت هو وزوجته فرحت القوات المسلحة بذلك»، لافتاً إلى أن الملك فاروق كان يتمتع برتبة عسكرية من الجيش الإنجليزى بمناسبة الحرب العالمية الثانية، وذلك كان تكريماً لمصر فى تلك الحرب بعدما قبل النحاس باشا رئاسة الحكومة التى انقذت مصر من أن يكون مصيرها مثل مصير فلسطين.