فى الموقع نفسه الذى شهد صراخ وعويل أهالى ضحايا الدويقة على ذويهم الذين أودى بحياتهم انهيار صخرة الدويقة فوق بيوتهم ورؤوسهم اختارت الحكومة أن تعوض أهالى المنطقة عما لاقوه فيها، وذلك بإقامة مجمع ترفيهى خدمى يضم قاعة أفراح وملاعب كرة ومسرحاً ومركزاً اجتماعياً. خوف الأهالى من الاقتراب من المنطقة المنكوبة لم ينتقل إلى الحكومة التى أقدمت على المشروع وقاربت على الانتهاء منه، دون أن تدرس- حسب وصف الأهالى- وضع هذا المجمع الترفيهى، ومدى إقبال الأهالى عليه، خاصة أن المكان يحمل كثيراً من الذكريات المأساوية لأصحابه. منال عنترى، هى إحدى سكان المنطقة، علمت بخبر المجمع الترفيهى وعلقت: «كنت فاكراهم بيبنوا لنا بيوت بدل اللى اتهدت، وبعدين أفراح إيه اللى بيعملوا لها قاعات، هو مين اللى ليه نفس يتجوز، مش لما نلاقى الميه اللى بنشربها.. والله إحنا أولى بالفلوس دى، يصلحوا لنا الميه والمجارى، وبعدين نبقى نفرح».. أحد سكان المنطقة، ويعانى المشكلات نفسها، اعتبر هذه الطريقة هى المثلى لاستغلالها، وقال: «الناس عمرها ماهتسكن فيها تانى، عشان بيخافوا منها، والأحسن إنهم عملوها قاعة أفراح، أصل لو بنوها بيوت هتقع علينا تانى، وآهى برضه قاعة الأفراح شكلها أنضف من البيوت، ده احنا ممكن نخاف نعدى جنبها من نضافتها». اللواء مصطفى عبادة، رئيس حى منشأة ناصر، قال: «أقمنا المجمع لخدمة أهالى الدويقة والمنشية المحرومين من هذه الخدمات، فمن حقهم أن يجدوا مكاناً نظيفاً وأن يروا مظهراً حضارياً، فليس من المنطقى أن نبنى بيوتاً أو ندخل خدمات مثل المياه والصرف الصحى فى منطقة مصيرها الإزالة، أنا مش أحط خدمات وبعدين أشيل المنطقة باللى فيها».