«قبل عشر سنوات كنت أعيش حياة مرفهة، أملك المال والأبناء، عندى 3 محلات لتصميم الديكور ولى سمعة واسعة فى مجال الرسم، أصابتنى لعنة المال وتعرفت على أصدقاء السوء، عرفت الطريق إلى جلسات المزاج وألقى القبض علىّ وبحوزتى كميات من (الهيروين)، ونلت عقابى بصدور حكم ضدى بالسجن لمدة عشر سنوات»، بهذه الكلمات بدأ السجين نبيل الطحان، رواية حكايته ل«المصرى اليوم» داخل «مرسم» سجن المرج العمومى، قال: «أنا نادم على كل أفعالى التى دفعتنى لأقضى عشر سنوات من عمرى. خلف القضبان، بعدما كنت أعيش حياة كريمة ووهبنى الله الزوجة الصالحة والمال والأولاد، لكن لم أحسن التعامل مع هذه النعم، وانزلقت إلى عالم الضياع بالتعرف على أصحاب المزاج ورفاق السوء، وكانت النتيجة أننى أهملت عملى فى محلات تصميم الديكور الثلاثة التى أمتلكها وتطور الأمر لإدمانى المخدرات، وفى إحدى جلسات الكيف ألقى القبض علىّ وبحوزتى كمية من الهيروين، دخلت السجن وانتهى كل شىء». أضاف السجين: «أصاب حياتى الدمار، زوجتى حصلت على حكم بالطلاق وأولادى تركوا القاهرة ولم يسأل عنى أحد منذ دخولى السجن، لم تتوقف بى الحياة فى السجن وساعدتنى الإدارة فى سجن المرج على الإبداع بعد أن علمت بهوايتى فى الرسم، خصصت لى مرسماً ومواعيد للرسم كل يوم وبدأت حياة جديدة، وفرت لى الإدارة كل شيء حتى الأقلام واللوحات دون أن تكلفنى شيئاً، وصل عدد لوحاتى إلى 1000 لوحة معظمها يعبر عن صراعات القبائل العربية قديماً، خاصة فى مجال صيد الحيوانات، بعت عدداً كبيراً منها للمساجين والزوار، وبعت عدداً منها للضباط بمبالغ كبيرة، وصل سعر اللوحة الواحدة أحياناً إلى 7 آلاف جنيه». توقف السجين عن الكلام وكأنه يستدعى الماضى، ثم واصل: «حصلت على المعهد العالى للتكنولوجيا وتعلمت الرسم وشاركت فى مهرجان الأغنية العربية وأتمنى أن أعود إلى موهبتى خارج السجن، وأبيع لوحاتى فى (أتيليهات) خاصة بى، لدىّ مبلغ كبير جمعته داخل السجن من حصيلة بيع لوحاتى التى رسمتها ونالت إعجاب الجميع داخل وخارج السجن».