ضحايا لكل الظروف السيئة: الفقر، التفكك الأسرى، التسرب من التعليم، وأيضاً المجتمع الذى لا يرحم الضعفاء. أتوا من كل مكان فى مصر، وحين ضاقت بهم السبل اتخذوا من أسفل الكبارى بيوتا تجمع ما تبقى من أحلامهم. دراسات تتوزع ما بين المعهد القومى للدراسات والبحوث الجنائية والتقديرات الحقوقية تجعل عدد أطفال الشوارع يتراوح بين مليون ونصف المليون و2 مليون طفل، جميعهم دون مأوى أو أدنى مظلة للحماية. فى مصر يعانى 14 مليون مواطن من الفقر الشديد حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فيما تؤكد تقارير الأممالمتحدة الإنمائية أن مصر فى المركز 111 بين دول العالم الأكثر فقراً رغم كل الحديث عن التنمية، فهى الدولة التى يسكن فيها نحو مليون و250 ألف شخص المقابر، بينهم أكثر من 12 ألف أسرة تستخدم حمامات مشتركة، وأكثر من 9 آلاف أسرة لا يجدون «نعمة السرير» حسب دراسة أجرتها وزارة السكان. فى هذا الملف تستكشف «المصرى اليوم» عالم تحت الكوبرى، هناك حيث يعيش ليس فقط أطفال الشوارع، ولكن عائلات كاملة أرهقها الفقر وطاردتها الديون وحملات الشرطة فاحتمت من المجتمع والدولة معا ببيوت ارتجالية أسفل كبارى العباسية والجيزة والمؤسسة. فى هذا الملف يحكى 4 من ضحايا الظروف السيئة رحلتهم التى انتهت أسفل الكوبرى، من عم حسن الذى خرج من الإصلاحية فى نفس يوم مقتل الرئيس أنور السادات، وعاش تحت الكوبرى طيلة فترة حكم الرئيس مبارك ليشهد على العصر، إلى أم محمد التى اضطرت للتنازل عن ابنها بسبب الفقر والقوانين الجائرة، مروراً بخمسة من أبناء الشوارع يعيشون أسفل كوبرى المؤسسة، وحتى مصطفى القادم من المنيا بحثاً عن فرصة عمل فى «المحروسة» لينتهى به الحال تحت كوبرى الجيزة.