لا علاج ولا تعليم ولا مساعدات مادية…قوانين ذوى الاحتياجات الخاصة «حبر على ورق» فى زمن الانقلاب    الجبهة الوطنية: كشف مخطط حسم يكتب فصل النهاية للإرهاب    الرئاسة السورية تطلب عقد مؤتمر صحفي لعرض نتائج لجنة التحقيق في "أحداث الساحل"    مصادر: تحليق لطائرات حربية يعتقد أنها إسرائيلية في سماء السويداء    فقرات متنوعة في تدريبات الأهلي بمعسكر تونس "صور"    سانشو يقترب من العودة.. يوفنتوس يحسم اتفاقه مع مانشستر يونايتد    تأجيل أولى جلسات محاكمة 7 متهمين ب "خلية السودان المسلحة"    وكيل صحة المنوفية يتابع أعمال تطوير وحدات الرعاية الأولية بشبين الكوم والباجور    شيحة: لدينا هيئة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات وتحقق نوعا من التوازن    التقديم إلكترونيًا بدءًا من اليوم.. شروط القبول في وظائف الهيئة القومية للأنفاق 2025    قائد القيادة المركزية الأمريكية ينقل تحيات "ترامب" للسيسى.. الرئيس يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.. يشدد: نهر النيل قضية أمن قومي.. ومستمرون فى جهودنا للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة    الصحف العالمية اليوم: مساعدو ترامب ناقشوا إنهاء عقود الحكومة الفيدرالية مع شركة إيلون ماسك بعد خلافه مع الرئيس.. الاستقالات تتوالى داخل البنتاجون.. وبريطانيا فى مرمى دعوى قضائية لعدم إجلائها أطفالاً من غزة    جنبلاط: أي دعوة لحماية دولية أو إسرائيلية تشّكل مسّاً بسيادة سوريا    تتقدم على كل المحاور.. القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة    تراجع سعر الجنيه الإسترلينى بمنتصف تعاملات اليوم الأحد 20-7-2025 فى البنوك    المؤشر الرئيسي للبورصة يختتم جلسة الأحد متجاوزًا مستوى 34 ألف نقطة    بايرن ميونخ يقترب من حسم صفقة لويس دياز مقابل 75 مليون يورو    «قالوا فينيسيوس جاي الزمالك!».. شوبير يسخر من شائعات صفقات اللاعبين    كل صيف بأزمة.. الساحل الشمالي فأل شؤم على أحمد فتوح (تفاصيل وصور)    فتوح "الساحل الشمالي" وحسام عبدالمجيد ومحمد صبحى يقتربون من مغادرة القلعة البيضاء    محافظ سوهاج: استقبال أكثر من 183 ألف طن قمح بالصوامع حتى الآن    تموين المنيا يحرر 92 مخالفة ويضبط 878 بطاقة ذكية مخزنة بمخابز مطاى    انقلاب سيارة نقل ثقيل بمحور الشهيد باسم فكرى بقنا ومحاولة لرفعها وفتح الطريق    توفى بعدها بدقائق.. تشييع جثامين أم ونجلها من كنيسة الأزهرى ببنى سويف.. صور    تامر حسني يوجه الشكر لليوم السابع بعد تقرير "مسيرة دويتوهات ناجحة مع النجوم"    12 ليلة عرض بالمجان ل البيت الفني للمسرح ب «المهرجان القومي» (صور)    قناة "مصر قرآن كريم" تحيى ذكرى رحيل الشيخ محمود علي البنا    قبل طرحه.. تفاصيل 10 أغنيات تقدمها آمال ماهر في ألبوم «حاجة غير»    الرقابة المالية: تسريع التحول الرقمي في قطاع التأمين بدأ بإتاحة إصدار بعض الوثائق إلكترونيًا    وزارة الصحة توضح خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية بين الأطفال    في الصباح أم المساء.. ما هو أفضل وقت لتناول بذور الشيا؟    الشيخ أحمد خليل: البركة في السعي لا في التواكل    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    محافظة الغربية تواصل العمل المكثف بطريق الشين – قطور    رحلة الرزق انتهت.. حوض المرح ابتلع الشقيقات سندس وساندي ونورسين بالبحيرة    إيهاب هيكل يعلق على أزمة تحذير طلاب الثانوية من "كليات الأسنان"    غلق 143 محلًا لمخالفة قرار ترشيد استهلاك الكهرباء    شوبير: رحيل وسام أبو علي يقترب.. وبديله في الطريق ل الأهلي    قرار وزاري برد الجنسية المصرية ل21 مواطنًا    «حماة الوطن» بسوهاج ينظم 11 مؤتمرا لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ    مصر ترحب بالتوقيع على إعلان المبادئ بين الكونغو وحركة 23 مارس    كامل الوزير يتفقد 3 مصانع متخصصة في الصناعات الغذائية والمعدنية ومواد البناء بالعبور    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة تعاملات اليوم 20 يوليو    أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات.. «الغرف التجارية» توضح    «الداخلية»: ضبط 293 قضية مخدرات وتنفيذ 72 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    الثلاثاء.. مناقشة "نقوش على جدار قلب متعب" لمحمد جاد هزاع بنقابة الصحفيين    إلغاء أكثر من 200 رحلة طيران بسبب الطقس في هونج كونج    ضم تخصصات جديدة، كل ما تريد معرفته عن تعديل قانون أعضاء المهن الطبية    حكم استخدام شبكات الواى فاى بدون علم أصحابها.. دار الإفتاء تجيب    «بين الخصوصية والسلام الداخلي»: 3 أبراج تهرب من العالم الرقمي (هل برجك من بينهم؟)    زكى القاضى: إسرائيل لا تريد رؤية الفلسطينيين وتسعى لتفنيذ مخطط التهجير    نتيجة الثانوية العامة 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رابط الاستعلام عبر موقع الوزارة (فور اعتمادها)    دعوى قضائية ضد حكومة بريطانيا لقرارها عدم إجلاء أطفال مرضى من غزة    حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الإسكان يتابع تطوير منظومة الصرف الصناعي بالعاشر من رمضان    مصدر يكشف لمصراوي التفاصيل المالية لانتقال وسام أبو علي إلى كولومبوس الأمريكي    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    حنان ماضي تُعيد الزمن الجميل.. ليلة موسيقية بنكهة التسعينيات في «المكشوف»| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنافقون يغسلون أكثر بياضاً

تقول «ناوكو»: «هذه الأغنية تجعلنى أشعر بحزن جارف.. لا أعرف، يتراءى لى أننى أتجول فى غابة عميقة، وأنا وحدى فى ظلمة باردة، لا أحد يأتى لإنقاذى، لهذا لا تعزفها رايكو أبداً».. تخيل الرجل الخمسينى نفسه فى نفس موضع بطلة رواية «الغابة النرويجية» للكاتب اليابانى «هاروكى موراكامى» عندما رأى أسراب المنافقين تتدفق على قصر المقاطعة الإسكندنافية لتهنئ الأمير بعيد جلوسه، ينشدون الأغنيات ويحملون الورود ويتصايحون لتعلو أصواتهم ليسمعهم أميرهم، أملا فى التقرب والتزلف للوصول إلى دائرة البطانة الضيقة التى تحوم حول السيد.
يتكرر المشهد الذى ضاق به الرجل لسنوات، فالأمير الهرم قارب على تلبية نداء القدر السفلى، لكن التفاصيل السنوية كما هى، شعر الرجل هذا العام ببعض الاختلاف، عندما وجد بين الحضور أشخاصاً كان يحسبهم من أصحاب العقول والإدراك، فأحدهم نسى ما تعلمه فى أكاديميات البحث عن معنى العدالة وراح يطنطن مشيداً بحكمة الأمير وسعيه الدائم للاستقرار والثبات فى المحل، وتحول قلمه الباحث عن المعرفة إلى الموالاة طلباً للترقى.
الأمير الديكتاتور يتلقف المنافقين، لأنهم يشعرونه بالحياة، فهم يغسلون سمعته لتصبح أكثر بياضاً، ومن ثم أسند إلى المتزلف الأكاديمى مهام سياسية وعهد إليه برئاسة أحد أهم دواوين الإمارة، النابه انضم إلى زمرة المنافقين، لكنه يعرف أنه مختلف عن الآخرين، فهو يملك عقلا وليس حذاء مثلهم، سذاجتهم تضحكه كثيرا لكنه فى قرارة نفسه يعيش صراعا بداخله بين الخير والشر، فعلمه سُخر – بضم السين - للسلطان رغم أنه ملأ الدنيا فى الماضى بأحاديث عن الإصلاح والتغيير وكلمة «الديمقراطية» التى أساء إليها.
صديقه الثانى من نفس المدرسة، لكنك تشعر بالشفقة عليه، فرغم غزارة أفكاره وتطويعه الكلمات للترويج والدفاع عن الأمير غير أنه سقط فى بئر النسيان، ورغم وصلات «الاستربتيز» التى يكررها يوما بعد يوم، تلاحقه لعنة القربى لكنه يأبى أن يتنازل عن النفاق، واستمر فى «الغى» لإظهار ما لا يؤمن به فى مقابل إخفاء قناعاته التى كونها خلال خدمته دولة الأمير.
بين الجمع المحتشد لتهنئة الأمير خرج مطربون بينهم سذج لا يقرأون ويكتبون، ومعهم آخرون من بقايا البشر فى أطراف المدينة، يرددون بجهلهم أغنيات تمتدح الأمير، وعلى يمين الحشد وقف بعض المهرجين ممن ضاقت ملابسهم بكروشهم ومؤخراتهم، يهللون ويزمرون ويطبلون، بشعارات «عاش الأمير، لقد ولدت إمارتنا من جديد»، وأخذ أكثرهم تفاهة وانحطاطاً فى إطلاق نكات لإضحاك الأمير، صانعاً بجسده حركات تمثيلية تبعث على القىء من فرط سذاجتها، يزاحمه آخر ممتلئ يسير فى خطوات واثقة ليعكس حكمة يفتقدها، يطلق أوصافا كوميدية على معارضى الأمير، يعود سيدهم إلى الوراء ويرسل فى الهواء ضحكات غير مفهومة، هل هى من فرط سذاجتهم أم من فرط وهن عقله وإدراكه؟
يتذكر آخر الحكماء الباقين مع الأمير، مسرحية موليير «المنافق»، ويطلب من الجميع الإجابة عن سؤال «من هو المنافق؟» المهرجون والمطربون والمتملقون الجدد فطنوا إلى أنه يحاول إحراجهم فبدأوا فى المزايدة عليه، فخرج أحدهم قائلا «النفاق هو أن تتآمر على الأمير وتفسد فرحته بالجلوس على الكرسى»، استجاب الأمير الذى يعيش فى عزلة عن مواطنيه للتحريض وأمر بنفى الحكيم، فراح الحكيم يردد بصوت عال، «نافق ينافق نفاقاً وهى من المنافقة (أحد مخارج اليربوع)».
تعجب الرجل الخمسينى مما رآه واعتبر نفسه فى منفى اختيارى، فالإمارة لم تصبح وطنا بل مكانا للغربة، والتمس طريق الفرنسى «البير كامو» ليعيش فى عزلة فى إحدى الضواحى الريفية، واصطحب معه كلبه لأنه أوفى ممن رآهم عند الأمير.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.