كشفت الصحف البريطانية أن تحالف حزب المحافظين مع حزب الأحرار الليبراليين تواجهه العديد من العقبات التى قد تحول دون تشكيل حكومة ائتلافية هى الأولى فى بريطانيا منذ عام 1974 وذلك فى الوقت الذى واصل فيه الحزبان مشاوراتهما أمس حول إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية. وأشارت صحيفة «اندبندنت» البريطانية إلى أن رئيس حزب العمال ديفيد كاميرون تواجهه العديد من المشاكل الداخلية فى حزبه، ويأتى على رأسها وجود جبهة داخل الحزب ترفض التحالف مع الأحرار وترى أن المحافظين لن يتفقوا أبدا مع الأحرار فى كل شىء بدءا من الموقف حول قضية التغير المناخى انتهاء بالموقف من حقوق الشواذ فى الزواج. وأضافت الصحيفة أن كاميرون يجد معارضة شرسة من جانب العديد من نواب حزبه لمثل هذا التحالف، الذين يرون أنه سيكون ضارا بمواقف الحزب، وقد يدفع الحزب للتراجع عن العديد من المبادئ التى يرفعها، بينما يحاول كاميرون اقناع قادة الحزب بأنه لا خيارات أخرى أمامه فى ظل فشل الحزب فى الحصول على أغلبية مطلقة فى البرلمان. ومن جانبها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن خطابا أرسله وليام هوجو المرشح لتولى وزارة الخارجية فى ظل حكومة كاميرون إلى رئيس الوزراء المرتقب قد يفشل التحالف بين الحزبين، مشيرة إلى أن الخطاب احتوى على الاستراتيجية التى يقترحها هوجو للتعامل مع الاتحاد الأوروبى. وأضافت الصحيفة أن الاستراتيجية جاءت متشددة للغاية، وهو ما سيرفضه حزب الأحرار الذى يرغب فى تدعيم العلاقات مع أوروبا، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يكون سببا فى «نسف» أى جهود لإقامة الائتلاف المنتظر. يأتى هذا بينما وجه ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين البريطانى رسالة لمؤيديه عبر البريد الإلكترونى أكد فيها أنه لن يكون مندفعا فى تشكيل أى حكومة، لكنه قد يكون قادرا على «بعض التنازلات» فى بعض القضايا. لكن زعيم المحافظين أضاف يذكر أن كاميرون كان قد عقد محادثات مع نيك كليج زعيم الحزب الليبرالى أمس الأول لمدة 70 دقيقة، كما عقدا محادثات أخرى أمس حول إمكانية المشاركة فى تشكيل الحكومة الائتلافية فيما بين حزبيهما.