يبلغ التليفزيون المصرى يوم 23 يوليو المقبل 50 عاماً (اليوبيل الذهبى)، وبالطبع فإن عام 2010 بأكمله، وليس يوم الافتتاح فقط، يجب أن يخصص للاحتفال بهذه المناسبة. وقد قرأت أن التليفزيون فى إطار الاحتفال بيوبيله الذهبى سوف يبث قناة جديدة باسم «التراث» يعرض فيها إنتاجه بالأبيض والأسود قبل أن يتحول إلى الألوان فى السبعينيات. وهى فكرة رائعة، ولكن اسم «التراث» غير مناسب لأنه يعنى بالنسبة للكثيرين التراث الأدبى أو الفكرى، وربما يكون من الأفضل أن يكون اسمها ببساطة «أبيض وأسود»، وأن تقتصر فعلاً على عرض الإنتاج المصور بالأبيض والأسود سواء من إنتاج التليفزيون، أو من الأفلام المصرية. وهذه القناة فرصة لترميم تراث التليفزيون ونقله على أحدث الشرائط التى تعيش مدداً أطول، والمحافظة عليه. فالمواد السمعية، والسمعية - البصرية من التراث القومى لأى بلد. وقد أنتج التليفزيون أفلاماً ومسلسلات سينمائية 35 مللى و16 مللى من مختلف الأطوال ومختلف الأجناس السينمائية (روائى - تسجيلى - تحريك)، وهى جزء لا يتجزأ من تاريخ السينما فى مصر وفى أى بلد، ولا أحد مع الأسف يعرف مصير هذه الأفلام والمسلسلات. نتمنى فى عام اليوبيل الذهبى للتليفزيون أن يصدر كتاباً وثائقياً علمياً عن الأفلام والمسلسلات السينمائية التى قام بإنتاجها، وأكثر من كتاب عن إنتاجه من البرامج والمسلسلات المصورة بكاميرات الفيديو، بل أن يصدر جميع الرسائل الجامعية التى أجيزت فى الكليات والمعاهد عن التليفزيون، ولم تنشر فى كتب، وأن ينظم حلقات بحثية عن تاريخه وحاضره ومستقبله، بعد أن أصبح التليفزيون هو الوسيلة الأساسية لصنع الوعى بألف لام التعريف، والمؤثرة فى عامة الناس أكثر من أى وسيلة أخرى كما هو معروف ومؤكد الآن. ونتمنى أيضاً أن يبدأ التليفزيون مرحلة جديدة فى علاقته مع السينما ليكون مثل كل تليفزيونات العالم عنصراً فاعلاً فى الإنتاج مع شركات السينما، ففى كل الدنيا، وبمنتهى البساطة، يدعم التليفزيون الإنتاج السينمائى المحلى عن طريق شراء الحقوق مقدماً لمدة معينة، ولعدد محدد من العروض، وبذلك يوفر للمنتج سيولة نقدية يستطيع بها أن ينتج فيلمه، وهذه هى العلاقة الصحية والصحيحة بين السينما والتليفزيون. [email protected]