رصدت «المصرى اليوم» إلقاء العشرات من سيارات «الكسح» تلقى مياه الصرف الصحى فى الترع والمصارف الموجودة فى قرى الحسانين وبرطس ومناشى البلد والجلاتمة التابعة لمركز منشأة القناطر فى محافظة 6 أكتوبر، وهى المصارف التى تروى مئات الأفدنة المزروعة بالخضروات. قال عدد من أهالى القرى المتضررة إنهم لا يستطيعون مقاومة الروائح الكريهة الناتجة عن إلقاء تلك المخلفات، مما أدى إلى تحول لون المياه إلى اللون الأسود نتيجة إلقاء أطنان من مياه الصرف الصحى فيها وأدى إلى إصابة عدد من الأهالى بأمراض الصدر والحساسية. كشف المزارعون المقيمون فى القرى المتضررة عن تعرضهم للبلطجة من جانب سائقى سيارات «الكسح» عند منعهم من إلقاء مخلفات الصرف فى الترع، وأشاروا إلى أن معظم هؤلاء السائقين يتعاطون المخدرات ويحملون أسلحة بيضاء، فضلاً عن قيام الأهالى بإرسال العديد من الشكاوى إلى المحافظة، ووزارتى البيئة والإسكان، ورئاسة مدينة منشأة القناطر دون جدوى. قال يسرى إبراهيم، أحد المزارعين، إن أكثر من 300 سيارة كسح تلقى مخلفات الصرف فى الترع التى تمر بالمنطقة، خاصة ترعة قرية برطس، لافتاً إلى اضطرار المزارعين إلى استخدام مياه تلك الترع فى رى أراضيهم، نظراً لأن البديل هو حفر آبار جوفية، تتكلف البئر الواحدة ما لا يقل عن 30 ألف جنيه، وبالتالى يصبح الرى بمياه الترع والمصارف المشبعة بمياه الصرف الصحى هو الحل الوحيد. قال محمود عبدالهادى، أحد الأهالى، إن المنطقة مشهورة بزراعة الخضروات مثل الكوسة، والخس، والملوخية، والجرجير، والفاكهة التى تحتاج إلى مياه كثيرة، وأضاف: «إحنا عارفين إننا بنأكل الناس خضروات تصيب بأمراض، لكن ما باليد حيلة»، لافتاً إلى أن الموظفين المسؤولين عن رقابة المصارف لا يستمعون إلى شكاوى المزارعين بخصوص إلقاء مئات من سيارات الكسح مياه الصرف فى الترع، ويلقون شكاواهم المكتوبة فى صناديق الزبالة، فيما يكتفى سائقو سيارات الكسح برشوة بعض المراقبين على المصارف ضماناً لعدم تحرير محاضر ضدهم. وقال حسنى بدوى، عضو مجلس الشورى عن الدائرة، وكيل لجنة الإسكان بالمجلس، إن إلقاء مخلفات الصرف الصحى فى ترع ومصارف منشأة القناطر أدى إلى إصابة المواطنين بأمراض الكبد والسرطان.