«ط.س» طفل معاق، ووالده يعتبره ابنه الوحيد، فرغم أن له 3 أبناء آخرين فإن أصغرهم يكبر «ط.س» بنحو 15 عاماً، كما أن جميعهم تزوجوا، ويرى والد «ط.س» ابنه قليل الحظ، فقد جاء «على كبر» ولم تعد سنه تسمح برعايته خاصة مع إعاقته الحركية، إلى جانب وفاة والدته وهو فى سن صغيرة، لذلك وجد والد «ط.س» أن الجمعية فرصة جيدة له للاختلاط بأقرانه من نفس السن والتعلم بصورة جيدة، إلى أن اكتشف واقعة الاعتداء على ابنه، فقدم محضراً بالواقعة ثم تنازل عنه. «المصرى اليوم» حاورت والد «ط.س» فى مقر الجريدة لتعرف منه ملابسات الواقعة. ■ ماذا فعلت بعد اكتشاف الواقعة؟ - ذهبت للمدير العام لإدارة السيدة زينب بعد معرفة الواقعة على الفور، وقدمت له شكوى فسألنى «إنت كنت فين؟» وكأنه نوع من الإدانة أن أترك ابنى الذى لا أستطيع تحمل احتياجاته بسبب الإعاقة داخل الجمعية، فحولنى إلى طبيب التأمين الصحى بالمنيرة، وبعد ذهابى إلى هناك عاملنا الطبيب بلا اهتمام حيث لم يقم بالكشف على ابنى، وسألنى: هل ينزف نتيجة اغتصابه؟ فأجبته بالنفى، فقال لى «يبقى الولد كويس وتمام ومفيهوش حاجة»، فما كان من مدير الإدارة إلا أن قال لى «هات الشكوى بتاعتك أرفقها مع المستندات وإحنا هنشوف الموضوع وماتجييش تانى وماتكبرش الموضوع». ■ وماذا فعلت بعد ذلك؟ - أردت أن يأخذ ابنى حقه، فتوجهت إلى القسم لتحرير محضر بالواقعة، فعاملنى المأمور النوباتجى باستهانة شديدة وعند إصرارى على تحرير محضر حولنى إلى ضابط أكبر منه، فاندهش وقام باستجواب الطفل وتأكد من الواقعة، وقام باستدعاء المعتدى «ج.ش» وأمه وزوج أمه وعنفهم شفوياً ثم طالبنى بحل الموضوع ودياً، فقلت له إن شرف ابنى المعاق لا يمكن حله ودياً، قاموا بتحويلى إلى مستشفى المنيرة العام بدون خطاب رسمى، ولم يكشف الطبيب هناك عليه، وقال لى «مادام الولد منزلش دم بسبب اللى حصل يبقى مفيش حاجة». ذهبت لطبيب خاص فى عيادة بمساكن زينهم، وقال لى إن حالة ابنى خطيرة، وأقر بأنه يعانى مشاكل صحية فى «فتحة الشرج»، وقال لى إن تشخيصه لن يتم العمل به رسمياً ولابد من تحويل الطفل إلى الطب الشرعى. فعدت إلى القسم وأصررت على عمل محضر ليتم الكشف من قبل الطب الشرعى، فتم تحويلى إلى مستشفى المنيرة مرة أخرى، الذى أوصى بتحويل ابنى للطب الشرعى، وعدنا إلى القسم حتى نتمكن من تحويلنا إلى النيابة التى تملك قرار تحويلنا للطب الشرعى، وهناك «لطعنى» الضابط من 10 صباحاً إلى 12 ونصف بعد منتصف الليل، ولم يأمر بتحويلى للنيابة الصباحية أو المسائية، وفى النهاية طالبنى بحل الأمر ودياً فرفضت، فقال لى إن عمل تحرير محضر سيتطلب أن «أبيت» داخل الحجز مع ابنى حتى يتم عرضى على النيابة صباحاً، وبمرور الوقت وجدت أن ابنى هو أكتر واحد سيتعرض للأذى لو قررت البيات «أى شوية برد هيتعبوا الواد»، فتنازلت عن المحضر. ■ هل كانت هناك أوراق التحاق خاصة بابنك فى الجمعية؟ - بالطبع، قدمت أوراق التحاق، وكان يصرف له تعيين ومبيت فى المدرسة. ■ ولكن أمينة الجمعية سحر المانسترلى أكدت أن «ابنك» لم تكن له أوراق بالجمعية؟ - غير صحيح، فأوراق ابنى كانت فى الجمعية. ■ ألم تتخذ الجمعية أى إجراءات تجاه واقعة الاعتداء على ابنك؟ - فوجئت باستدعائى مع ابنى فى الجمعية، وهناك وجدت لجنة من وزارة التضامن الاجتماعى ومستشار نائب المحافظ محمد الشوباصى، ونائب رئيس الحى، وجلسوا معنا لمعرفة ما حدث. وقالوا لنا فى اللجنة إننا يجب أن نذهب للقسم، لأن المحافظ سيكون على علم بالواقعة، وبالفعل ذهبت وابنى وأخذوا أقوالنا فى القسم وفوجئت بمدير الجمعية يحضر إلى القسم ومعه محام. ■ وأين يقيم ابنك الآن؟ - يقيم معى فى المنزل، لكننى لا أستطيع مراعاته بشكل جيد، لأننى أعمل سائقاً لميكروباص على ورديتين، لأتمكن من تسديد 100 جنيه لصاحب الميكروباص، وما يتبقى أحصل عليه.