صحف أمريكية: فوز شفيق يقضي على ما تبقى من الحركة الاحتجاجية ل«لتحرير»

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن المصريين يتوجهون لانتخاب الرئيس في اليوم الثاني على التوالي من جولة الإعادة في الانتخابات وسط حالة من الاضطراب وعدم اليقين تُخيم على أجواء الفترة الانتقالية، وزيادة صلاحيات ونفوذ الجيش عقب قرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان.
وأضافت أن المنافسة محتدمة بين المرشح الإخواني محمد مرسي، ورجل مبارك السابق أحمد شفيق، وأنه كان من المفترض أن تكون تلك المنافسة آخر حلقة في سلسلة نقل السلطة من الجيش للمدنيين نهاية يونيو الجاري، قبل أن تتحول الأمور «دراميًا» بقرار المحكمة الخميس، وحل البرلمان ووضع السباق الرئاسي كله على المحك، ومن ثم ضاعت مكتسبات الفترة الماضية منذ الإطاحة بمبارك.
وأشارت إلى أن انتظار المجلس العسكري الحاكم لما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية لإعلان موقفهم من السلطة التشريعية، وإصدار إعلان دستوري، يمكن أن يُفهم باعتباره محاولة للرهان على مدى النفوذ والصلاحيات التي سيقومون بمنحها للرئيس الجديد، حسبما تظهر النتائج.
وقالت إن عددًا من الناخبين كانوا راضين عن حكم المحكمة بحل البرلمان لرفضهم أداء النواب خلال الفترة الماضية، خاصة الإسلاميين منهم، مشيرة إلى أن هؤلاء الناخبين اختاروا شفيق لارتباطه بالجيش، وقدرته «على التغلب على الإسلاميين الذين لا يمكن الوثوق بهم»، على حد قول أحد الناخبين الذين استطلعت الصحيفة الأمريكية رأيهم.
من جانبها، طرحت صحيفة «تايم» الأمريكية تساؤلًا حول ما إذا كان النظام السابق في مصر يستعد للعودة بحملة من القوة والقمع من جديد، خاصة أن المقربين من شفيق «واثقون أنه سيفوز بالرئاسة ويستعدون لمنع أي صحوة يمكن أن تشهدها الحركة الاحتجاجية لميدان التحرير».
وأوضحت أن شفيق يشارك في انتخابات الرئاسة «لمنع وصول الإخوان للسلطة» بمساعدة المجلس العسكري، والطبقة العليا من المصريين بالإضافة إلى البيرقراطيين ذوي العلاقات النافذة، لكنه أيضًا يحصل على دعم بعض العمال والعاملين بقطاع السياحة والموالين للجيش وعدد من الأقباط وآخرين يفضلون النظام «المألوف» على أي نظام يمكن أن يستبدله الإسلاميون.
وقالت إن الإسلاميين يرون أن شفيق لا يمكن أن يفوز بالرئاسة إلا عن طريق تزوير الانتخابات، وتدخل الجيش الذي يعده رئيسًا، كما إنهم يتعجبون من حل برلمان انتخبه 30 مليون مصري، من قبل جهة لم تحصل على شرعية شعبية أو انتخابية.
وأضافت أن الاختيار بين النظام القديم والإسلاميين لم يكن ما تمناه المصريون ليصبح خيارًا سياسيًا عندما طالبوا بالانتقال الديمقراطي للسلطة عقب تنحي مبارك، ولكن بعد 18 شهرًا، أصبح الأمر يبدو كاستفتاء على التغيير، سباق بين «الاستقرار والتجربة السياسية التي تجلب إسلاميين للحكم».
واختتمت «تايم» بأن الاستقطاب العميق الذي شهده سباق الرئاسة يعطي درسًا قاسيًا للجميع أن الانتقال الديمقراطي بعد عقود من الديكتاتورية والتسلط أبعد ما يكون عن الطريق السهل.