عشت يا سيناء مقبرة للغزاة.. وعشت يا مصر.. أبد الدهر.. ننظر إلىالدرب القريب.. ثمانية وعشرون عاماً مضت كلمح البصر.. نتذكرها عاماً عاماً، ولحظة لحظة، ونردد مع بشارة الخورى: فهوت عليك بصدرها.. يوم الفراق لتستردك.. هى ذى مصر، التى استردت فى مثل هذا اليوم المضىء جزءها الغالى (سيناء).. بكبريائها.. وبصدرها الحنون الذى أرضع الكرامة والعزة، لرجال أوفياء من أبنائها، صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من جاد بدمائه على رمالها لأجلها، ومنهم من غرس -ولا يزال- أقدامه فيها بثبات، معاهداً من سبقوه على مواصلة النصر.. نهضة وبناء.. نبصر الأدباء يتفرقون حول رصيف المحطة.. يتأملون.. يبحثون فى قوافيهم عن كلمات توفيها حقها.. يفتشون فى بحورهم عن موسيقى ترضيها.. يحاولون.. ويحاولون.. لكنهم يعترفون أنهم لن يقدروا.. والدليل.. أنهم ما زالوا يكتبون!.. تحية مقدسة لها فى عيدها.. وتحية لكل الأدباء الذين أبدعوا لها.. وتحية أكبر للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها.. وتحية أعظم للرجال الذين سطروا الانتصار العظيم! زين العابدين الشريف - العريش