خطفت الأزمات الفردية الضوء من نتائج مباريات نصف النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا لكرة القدم، والتى أسفرت عن سقوط برشلونة الإسبانى أمام غريمه إنتر ميلان على ملعب «جوزيبى مياتزا» فى ميلانو بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم فوز بايرن ميونيخ الألمانى على نظيره ليون الفرنسى بهدف نظيف على ملعب «أليانز آرينا» بهدف نظيف. وشهدت المباراة الأولى أزمة فى نهايتها بسبب الهجوم الذى شنته جماهير الإنتر على ماريو بالوتيللى مهاجم فريقها، مما دفع اللاعب إلى خلع قميصه وإلقائه على الأرض بعد نهاية المباراة لتنشب أزمة بينه وبين زملائه فى الفريق، فيما شهدت المباراة الثانية أزمة انتهت سريعا بعد اعتراض الهولندى آرين روبن لاعب بايرن ميونيخ على مدربه ومواطنه لويس فان جال بعد تغييره، قبل أن يقوم المدير الفنى بتهدئته فى مشهد نال به احترام الجميع بعد أن نجح فى احتواء ثورة اللاعب ومشاركته فى احتفال زملائه فى الفوز بعد المباراة. ورغم السعادة البالغة التى سيطرت على استاد «جوزيبى مياتزا» مساء الثلاثاء الماضى بعد إذلال برشلونة بطل أوروبا ومحطم جميع الأرقام القياسية، أثار بالوتيللى غضب جماهير إنتر التى احتشدت فى المدرجات وأمام شاشات التليفزيون. واعتبر ماسيمو موراتى، رئيس نادى إنتر ميلان الإيطالى، التصرف الذى صدر من مهاجمه الشاب ماريو بالوتيللى بإلقاء قميص الفريق على أرض الملعب بمثابة «انتحار علنى»، مشيراً إلى أن النادى سيتخذ إجراءات حيال ذلك الفعل. وقال موراتى: «ما فعله ماريو كان انتحاراً علنياً.. بالتأكيد ستكون هناك إجراءات حيال ذلك». وتابع: «ماريو لديه مشاكل لا أريد الخوض فيها، ولكن سأسعى للإبقاء عليه، الموسم المقبل، فهو يملك موهبة خارقة للعادة ومن الضرورى أن يندمج مع زملائه». وفى ليلة مثيرة لا تنسى، نجح ويسلى شنايدر ودوجلاس مايكون ودييجو ميليتو فى تحويل تأخر إنتر بالهدف الذى سجله اللاعب الشاب بيدرو إلى فوز ثمين 3/1 بالأهداف الثلاثة التى سجلوها ليصبح إنتر هو المرشح الأقوى لبلوغ المباراة النهائية للبطولة على استاد «سانتياجو برنابيو» فى العاصمة الإسبانية مدريد. ورغم ذلك أصاب الانزعاج مورينيو ومشجعى إنتر بسبب العرض الهزيل الذى قدمه بالوتيللى منذ نزوله بديلا للاعب دييجو ميليتو الذى عانى من الإجهاد بعد المجهود الكبير الذى بذله فى اللقاء. ولم تكن المشاركة لمدة 15 دقيقة أمرا كافيا للاعب الشاب بالوتيللى صاحب ال 19 عاما الذى أثار غضب المشجعين بسبب افتقاده للإصرار بالإضافة إلى سلسلة الأخطاء التى ارتكبها والتى ساعدت برشلونة على فرض ضغط هائل على دفاع إنتر فى نهاية المباراة. وتوج بالوتيللى كل ذلك بإهانة المشجعين وإلقاء قميصه على أرض الملعب. كما اشتبك وتشاجر مع بعض زملائه بالفريق وعلى رأسهم المدافع ماركو ماتيراتزى الذى تردد أنه قام بضرب بالوتيللى اعتراضا على إهانته قميص فريقه ليخرج من الملعب وسط سيل من الإهانات التى وجهتها الجماهير إليه. وعلق روبرتو باجيو، نجم المنتخب الإيطالى السابق، بأن ما شاهده كان مؤسفا بالفعل، وأوضح باجيو أن اللاعب يمتلك إمكانيات هائلة ومستقبلا باهرا للغاية، ولكن يجب عليه أن يغير سلوكياته لأنه بهذه الطريقة لن ينال تعاطف الناس. فيما شهدت أروقة ملعب «جوزيبى مياتزا» أزمة بسبب توجيه تشافى هيرنانديز لاعب برشلونة تصريحات معادية إلى جوزيه مورينيو المدير الفنى واتهامه بأن الحكم برتغالى فبالتالى من الضرورى أن ينحاز إلى صف فريق مورينيو. وسقط برشلونة، المفعم بالمواهب بقيادة مديره الفنى جوسيب جوارديولا، لتكون المرة الأولى التى يخسر فيها برشلونة بفارق أكثر من هدف واحد منذ تولى جوارديولا مسؤولية تدريب الفريق فى 2008. وشنت صحف إسبانيا هجوما ضاريا على الحكم بقول صحيفة «موندو ديبورتيفو»: «سرقة!»، حيث انتقدت الصحيفة بشدة «الأداء المزعج» للحكم البرتغالى أوليجاريو بينكورينكا الذى أدار المباراة فى ميلانو ووصفته بأنه «صديق مخلص» لمواطنه جوزيه مورينيو المدير الفنى لإنتر، وجاء عنوان صحيفة «سبورت» فى صفحتها الأولى «سرقة على الطريقة الإيطالية»، مؤكدة أن الهدف الثالث لإنتر جاء من تسلل واضح، وأن الحكم تغاضى عن احتساب ضربة جزاء للظهير البرازيلى دانييل ألفيس. وانتقدت الصحيفة بشدة الحكم البرتغالى ومساعديه لعدم إلغاء الهدف الثالث الذى سجله دييجو ميليتو فى شباك برشلونة والذى جاء من تسلل واضح كما أن الحكم لم يمنح برشلونة «ضربتى جزاء واضحتين»، فيما لم تكتف القناة الثالثة بالتليفزيون الكتالونى بانتقاد حكم اللقاء ولكنها صبت انتقاداتها أيضا على لاعبى برشلونة وخاصة ميسى أفضل لاعب فى العالم لعام 2009. وقالت: «قدم (ميسى) مباراة مقيتة للغاية.. ظل تحت رقابة صارمة من خافيير زانيتى (قلب دفاع إنتر) وبدا مفتقدا للتألق والابتكار». ( وكشفت صحيفة «ماركا» أن المدرب جوارديولا أظهر غضبه من موقف إدارة ناديه السلبى تجاه الظلم التحكيمى الذى يتعرض له الفريق، وانهم تركوه وحيداً مع لاعبيه ولم يدافعوا عن حقوق ناديهم حتى لاتتكرر الحوادث السلبية من الحكام. وفى المباراة الثانية، نشبت أزمة بين روبن وفان جال بعد اعتراض الأخير على تغييره رغم تسجيله هدف الفريق الوحيد وتمثيله خطورة كبيرة على مرمى ليون، إلا أن المدرب نجح فى احتواء أزمته، ليؤكد الجميع أن نجم منتخب الطواحين الهولندية يستحق لقب ثانى أفضل لاعب فى العالم خلف ميسى، وقال روبن لشبكة «سكاى» التليفزيونية: لا شك فى أن ميسى أفضل ولا يجب عقد أى مقارنة بيننا، وسأسعى لتحسين مستواى فقط مع وجود العديد من اللاعبين الرائعين الآخرين مثل كريستيانو رونالدو وديدييه دروجبا، ولكن ميسى يقف على القمة بمفرده. إنه متفرد فى مستواه. وعانت جماهير البايرن من تأثر نجم فريقها الآخر فرانك ريبيرى بأزمته الأخيرة وتورطه فى فضيحة جنسية مع فتاة قاصر، وأكدت صحيفة «بيلد» أن ريبيرى حاول احتواء الأزمة خصوصا أن تصريحات الفتاة القاصر واسمها لوليتا برأته من تهمة معرفته بكونها قاصرا، كما ظهرت وهيبة زوجة ريبيرى فى ملعب «أليانز أرينا» خلال مباراة بايرن وليون وغادرت الملعب مع زوجها فى سيارته بعد نهاية اللقاء.