فى الوقت الذى تتنامى فيه التوترات بين إيران والغرب الذى يخشى من أن يكون برنامج طهران النووى يهدف إلى تطوير قنابل، بينما تنفى طهران هذا الأمر، أعلن التليفزيون الرسمى الإيرانى أمس أن الحرس الثورى بدأ مناورة عسكرية واسعة النطاق تستمر 3 أيام فى الخليج ومضيق هرمز المهم لإمدادات النفط الخام العالمية. وذكر تليفزيون «برس. تى. فى» الإيرانى الرسمى الناطق باللغة الإنجليزية، أن إيران بدأت المناورات التى تحمل اسم «الرسول الأعظم-5» فى الخليج ومضيق هرمز «لإظهار قدراتها الدفاعية وعزمها على الحفاظ على الأمن فى المنطقة الاستراتيجية». وتشارك القوات البحرية والجوية والبرية التابعة للحرس الثورى فى المناورات التى تأتى بمناسبة الذكرى ال31 لإنشائه من قبل مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخمينى عام 1979. من جانبه، قال وزير الدفاع الإيرانى أحمد وحيدى إن المناورات «تأتى فى إطار الارتقاء ورفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، كما سيتم اختبار سلاح جديد من شأنه تأمين الأمن فى المنطقة من قبل الحرس الثورى»، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية. ورداً على سؤال حول مدى صحة ما ذكر عن تصنيع إيران صاروخ S300، أوضح الوزير الإيرانى أن بلاده لا تحتاج إلى صواريخ من نوع S300 التى تمتنع روسيا عن تنفيذ صفقة لبيعها إياها، منوهاً بأن إيران تقوم بتصنيع سلاح آخر مشابه لها، وأعلن فى الوقت نفسه أن إيران أصبحت «مكتفية ذاتياً» فى إنتاج صواريخ «كروز». وكشف الوزير أن الخبر الذى نشر قبل أيام كان حول إنتاج منظومة صواريخ متوسطة المدى، سيتركز 50% من عملها على الاشتباكات الجوية، معتبراً أن «منظومة الدفاع الجوى بالغة الأهمية»، وأوضح وحيدى -بحسب ما نقلته شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية- تفاصيل هذه المنظومة، مشيراً إلى أنها تشمل 3 رادارات وصواريخ يتجاوز مداها 40 كيلومتراً، مع قدرتها الكبيرة على المناورة وأنها صناعة محلية. وحول تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن قدرة إيران على صناعة صواريخ يصل مداها إلى القارة الأمريكية خلال سنوات قليلة، قال وحيدى إن بلاده لا تملك مثل هذه الخطط، واعتبر أن «هذا جزء من الحرب النفسية التى يطلقها الأعداء»، لكنه أوضح أن بلاده لديها المزيد من القدرات التى تستخدمها انسجاما مع سياساتها. من جهته، قال الجنرال حسين سلامى إن «هذه المناورات الحربية ليست تهديداً لأى دولة صديقة. نريد للعالم أن يعرف أهمية أمن هذه المنطقة، ودور إيران الذى لا يمكن إنكاره فى هذا الشأن»، معتبرا أن هذه المناورات «نقطة بداية لعمل مشترك للدفاع عن أمن المنطقة والحد من تدخل القوات الأجنبية»، ومعرباً عن «أمله بأن تشارك الدول المطلة على الخليج الفارسى فى مناورات مماثلة». وتجرى القوات المسلحة الإيرانية بانتظام مناورات مماثلة لاختبار قدراتها الدفاعية، فى محاولة على ما يبدو لإبداء استعدادها لردع أى عمل عسكرى من جانب إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، عدويها اللدودين، حيث تقول إيران إنها سترد على أى هجوم تتعرض له باستهداف المصالح الأمريكية فى المنطقة واستهداف إسرائيل، وستغلق مضيق هرمز الذى يمر من خلاله ما نسبته 40% تقريباً من النفط العالمى. وعلى الرغم من قول واشنطن إنها تريد حلا دبلوماسيا للنزاع، فإنها لم تستبعد أيضا شن عمل عسكرى على إيران، حيث أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس أن تحركاً عسكرياً أمريكياً لضرب إيران لايزال خياراً مطروحاً. وقال جيف موريل، المتحدث الصحفى للبنتاجون: «لم نستبعد أى خيار على الطاولة فيما نمضى فى مسارى الضغط والحوار». وكان موريل يعقب على تصريحات أدلت بها ميشيل فلورنوا، وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية فى سنغافورة، وقالت فيها إن الخيار العسكرى ضد طهران «مستبعد على المدى القصير». وبعدما عقدت دول مجموعة الست المعنية بالملف النووى الإيرانى اجتماعا مغلقاً فى نيويورك الثلاثاء الماضى لمناقشة فرض عقوبات جديدة فى مجلس الأمن الدولى على طهران، اعتبر وزير النفط الإيرانى مسعود مير كاظمى أمس أن العقوبات ليس لها تأثير على قدرة البلاد على تصدير النفط، وأن مخاطر اتخاذ إجراءات فى المستقبل قد تلحق ضرراً بوارداتها من البنزين هى «مزحة». وقال مير كاظمى على هامش مؤتمر لشؤون الطاقة إن «العقوبات ساعدت صناعة النفط فى إيران بدلا من إعاقتها». من جهته، أمل وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو بإمكان تحقيق «اختراق» دبلوماسى يجنّب طهران التعرض لعقوبات جديدة، وقال لصحيفة «توداى زمان» التركية بعد مغادرته طهران: «ثمة اقتراحات ملموسة على الطاولة، تحدثنا عنها. المهم هو أن الجانب الإيرانى منفتح جداً، وثمة أيضاً خطوات سأتخذها منذ الآن. أملى كبير». من ناحية أخرى، اتهمت إيران أمس فرنسا ب«التدخل» فى شؤونها الداخلية، وذلك بعد تصريح فرنسى ندد ب«تواصل القمع وانتهاكات حقوق الإنسان» فى إيران بعد قرار طهران حظر تشكيلين سياسيين وصحيفة للمعسكر الإصلاحى. ونقلت أيسنا عن رامين ميهانباراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن «مثل هذا التدخل غير مقبول»، ناصحاً المسؤولين الفرنسيين ب«تسوية المشاكل الاجتماعية والثقافية الفرنسية» بدلا من «الإدلاء بتصريحات بشأن القضايا الداخلية لباقى الدول»، منتقدا عدم احترام «حقوق المسلمين (فى فرنسا) الذين لا يسمح لهم بتطبيق القواعد الدينية، خصوصا فيما يتعلق بارتداء الحجاب». وجدد ميهانباراست من جهة أخرى تأكيد حق بلاده فى السيطرة على الجزر ال3 المتنازع عليها فى الخليج، منتقدا الإمارات العربية المتحدة بسبب مقارنتها سيطرتها على تلك الجزر بالاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية.