مطاريد ثورة يوليو، وكتب المسيخ الدجال التى تباع على أرصفة الشوارع دون رقابة، ورأى الجماهير حول شخصية المسيخ الدجال، واقتراب يوم القيامة، وعدم رعاية وزارة الثقافة للمشروعات الثقافية الجادة مثل «مجلة أمكنة»، كانت المحاور التى تناولها الكاتب بلال فضل فى حلقة هذا الأسبوع من برنامج «عصير الكتب» على قناة «دريم 2». بدأ فضل فقراته بالإشادة بكتاب «شاهدة على ربع قرن» للكاتبة عايدة الشريف، و«عصر ورجال» للكاتب فتحى رضوان، والصادران عن مكتبة الأسرة مؤخرا، واللذان يتحدثان عن حياة أدباء ومفكرين مصريين استطاعوا أن يثروا الحياة الثقافية المصرية، رغم تعرض كلاهما للنقد اللاذع عند بداية نشرهما حتى إن الكتاب الأخير اتهم مؤلفه بأنه يعمد إلى تشويه صورة أدباء مصر لصالح الثورة. وقال فضل: «عندما قرأت كتاب (شاهدة على ربع قرن) أعجبنى كثيرا، وفردت له فى إحدى الصحف صفحة عن أجور الأدباء لكننى فوجئت باتصالات غاضبة من أبناء الأدباء، ولم ينقذنى سوى مقولة ناقل الكفر ليس بكافر، أما المؤلفة فقد توفيت بعد أسابيع قليلة من صدور الكتاب»، كما هاجم بلال وزارة التعليم والثقافة، بسبب مساهمتها فى تغييب ذكرى مؤلفين كبار من أمثال فتحى رضوان الذى عاصر مجموعة كبيرة من الكتاب وكتب عنهم من أمثال طه حسين والعقاد والمازنى وشوقى وحافظ، ونقل عنهم معلومات واقعية جعلتهم عباقرة حقيقيين، لا ملائكة، لأنهم بشرا يبتكرون ويخطئون، وقد نعى فى الوقت ذاته الكاتب يوسف الشريف الذى توفى منذ أسابيع قليلة . الفقرة الثانية أستضافت الكاتب محمد عيسى داود، صاحب الكثير من مؤلفات المسيخ الدجال، وتساءل فضل فى بداية الفقرة لماذا يتم التعامل مع الكاتب محمد عيسى داود بهذا الاستخفاف، ولماذا يتم نقد وتحليل كتبه بصورة أكبر. قال داود: «لقد قمت بعمل دراسة مقارنة حول قضية المسيخ الدجال فى الفكر الصهيونى، وبحثت عنه فى كل الأديان السماوية بعد أن درست العبرية، مستندا إلى أحاديث النبى، عليه الصلاة والسلام، لأنها تحدثت باستفاضة عنه، فى الوقت الذى كتبت عنه التوراة والإنجيل باختصار شديد». وأكد داود أنه وفقا لقراءاته وأبحاثه وأسفاره الكثيرة بحثا عن الدجال، أنه موجود وأنه يمثل قيمة فى الفكر الصهيونى، وأنه يسكن فى أحد الجزر، ويتحرك بطائرة تشبه الطبق الطائر وأنه شاهدها بنفسه، وانه يبث رجاله فى كل مكان بالعالم، حيث يحارب الدين والقيم والتقاليد، ويخرج أجيالاً مفرغة من القيم، وأنه بالرغم من كونه يهودياً لكنه عدو لليهودية والمسيحية، وأنه سيدعى الألوهية مرتكزا على فكرة «أن الآلهة ممكن أن تتجسد فى صورة بشر». وحاور بلال فضل فى الفقرة الثالثة من البرنامج الشاعر علاء خالد، صاحب مشروع مجلة «أمكنة» وصاحب رواية «ألم خفيف كريشة طائر تنتقل من مكان لآخر»، والصادرة عن دار الشروق فى بداية 2009، وقال عنها مؤلفها، ان اسمها الطويل كان فكرة دار الشروق، وأنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامى الذى تستحقه، وتدور أحداثها عن قصة أسرة متوسطة تعيش فى الإسكندرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينات، والأحداث التى مرت بها مصر خلال تلك المرحلة، وقد أشار علاء إلى معاناة مجلة «أمكنة» من عدم تبنى أى جهة حكومية لها، وفشله فى لقاء وزير الثقافة لبحث مشكلة عزوف الوزارة عن شراء 100 نسخة من كل عدد، على الرغم من قيمتها الفكرية والأدبية. ودعا فضل رجال الأعمال لدعم مشروع مجلة أمكنة، والتى توقفت عند العدد التاسع وتحديداً فى نوفمبر 2008 لتعود إلى الحياة، لأنها تعتبر النسخة المعدلة من كتاب وصف مصر الحديثة، لذا فإنها تستحق الاستمرار، والاهتمام، خاصة أنها فى كل عدد تضيف مجموعة من المؤلفين المبدعين الجدد. واستضافت فقرة روشتة الشاعر أحمد فؤاد نجم والذى نصح بقراءة أشعار صلاح جاهين «الطفل الإلهى» مجمع العبقريات فقد كان شحنة من الإبداع، بالاضافة إلى عبقريات العقاد، وخاصة عبقرية الإمام، لأن الإمام على هو نجفة الإسلام، وهو صاحب مقولة تصف مصر حتى الآن، عندما قال «اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت، فإن الشح باق فيها»، ثم رواية «الراس» لطاهر وطار الجزائرى، و«بدائع الزهور فى وقائع الدهور» لابن إياس مؤرخ الشارع المصرى. وفى فقرة سور الأزبكية تحدث الضيف الدائم للفقرة الشاعر شعبان يوسف عن مطاريد ثورة يوليو، والذى قال إن عددهم كبير جدا فى المثقفين بسبب فوبيا الذين أداروا الثقافة على مدار عقدين، ويكفى ما حدث مع الناقد الأدبى على شلش، عندما اعتقل بسبب وجود رقم رجل سعودى فى أجندته. أما بالنسبة لفوبيا الكتب فهى كثيرة، وهناك 3 وقائع مهمة حدثت مع الصحفى والمترجم والأديب الكبير عبدالقادر حمزة، صاحب صحيفة البلاغ، والذى ترجم كتاب «التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا مصر» لفريد بيلنت، ذلك المؤلف الذى وقف مع مصر ودافع عن عرابى، وقد نشر حمزة الكتاب كاملاً على صفحات جريدة البلاغ، بعد أن وضع له مقدمة واسعة عام 1928، وقد تمت إعادة نشر الكتاب بعد الثورة، لكن دون ذكر اسم المترجم، حيث رفع اسمه، ومقدمته، ووضعت صورة الزعيم جمال عبدالناصر بدلا عن المقدمة، الأمر الذى يعد عدواناً صارخاً عليه. أما الحالة الثانية فكانت مع الأديب عيسى عبيد صاحب المجموعة القصصية «إحسان هانم» 1921، ومجموعة ثريا 1922، والذى يعد واحدا ممن أسسوا مجال القصة القصيرة، مع محمود طاهر لاشين، وقد تعرض لظلم كبير عندما أعيدت طباعة مجموعته القصصية بعد رفع إهدائه البديع إلى الزعيم سعد زغلول عام 1964، وتم إغفال ذكراه تماما، ولولا كتابات يحى حقى عنه، ما عرفه أحد. أما الأديب الثالث فهو ضياء الشرقاوى الذى أصدر مجموعة قصصية عام 1966 بعنوان «سقوط رجل جاد» عام 1967، وبالرغم من أنه لا علاقة له بالمشير عبدالحكيم عامر، لكن صادف تاريخ تقديم روايته مع نفس تاريخ انتحار المشير عبدالحكيم عامر، فصدر قرار بالتحفظ على كل النسخ بالمخازن ولم يفرج عنها إلا فى عام 1968، وقد أوذى كثيرا بسببها، على الرغم من أن القصة التى كتبها لا علاقة لها بعبدالحكيم عامر. وطالب فضل فى ختام فقرته بتكريم هؤلاء «المطاريد الثلاثة»، ورشح للقراء رواية «جنة الشوك» لعميد الأدب العربى طه حسين ككتاب الأسبوع.