اليوم، واليوم فقط فهمت لماذا كان العامة من الشعب المصرى يطلقون على السيارات المرسيدس إنتاج شركة ديملر بينز اسم مرشيدس (مارشى دس) فكما لو كانوا يعرفون الطالع ويقرأون الفنجان، فمرسيدس تورطت فى رشوة وتستحق اليوم لقب «مارشى دس» وبالتالى نحن كنا على حق!! لكن السؤال الذى يعلن لى بشدة هو: كيف اكتشفت أمريكا الرشوة التى تورطت فيها شركة ديملر بينز ولم تكتشفها هيئة الرقابة الإدارية فى مصر؟ لكن الحق يُقال الرشوة تم تنفيذها فى 22 دولة على مستوى العالم ولم ينتبه لها أحد، أما وأن حكومتنا نظيفة اليد، رشيدة العقل، غالية القدر لم تحرك ساكناً، ولم تسع لتعرف من هو بسرعة المسؤول الذى تورط فى مثل هذه القضية! وهذا أمر طبيعى فنحن البلد المعترض على اتفاقية مكافحة الفساد، حيث إننا الراعى الرسمى له فى المنطقة، فمصر أم الدنيا والصدر الحنون لكل فاسد!! والمثير بل والمستفز، أن الصحف، وهى التى تمثل السلطة الرابعة رقابياً، حينما فجرت الموضوع ونشرته لم يفعل مسؤول حكومى أى شىء، وأخذ الكل يتساءلون فى شجون: من يكون حبيبها؟! طبعاً حبيب مرسيدس وأنا وحضرتك ننتظر الفرج والتعليمات التى نتمنى أن تصدر ليفرج عن اسم المسؤول وتبدأ محاسبته، ويا خوفى ليضحوا بمعزة صغيرة بدلاً من الكبش الكبير اللى أكل الرشوة منفرداً!! الحق يُقال إن الفساد ليس بجديد علينا، واللى يعيش ياما يشوف، واللى يعيش فى مصر يشوف أكتر، هو فيه أكتر من إن الناس حارقة دمها وعمالة بتسأل عن مين اللى ارتشى والحكومة بتدور عن مين خرج فى المظاهرات فى ميدان التحرير يوم ستة أبريل، على اللى فى الكويت، أما اللى تحت يدها فى مصر وفاسد ومرتشى فهى نسياه، عجبت لك يا مصر! آسف يا مسؤولى مصر، إلى متى تنسون أن البلد هو صاحب الفضل عليكم وعلينا؟! مينا ملاك عازر - ماجستير تاريخ [email protected]