4 أطفال مصريين فى مدينة «خرنجة» الهولندية يواجهون مصيراً مجهولاً بعد مقتل والدتهم على يد والدهم بسبب خلافات زوجية، وقائع الجريمة بدأت قبل شهور بخلافات زوجية مستمرة واعتداءات متكررة من الزوج المتهم عبدالمؤمن عبدالرازق بسبب فصله من عمله وجلوسه فى المنزل، وأخذت زوجته فاطمة عبدالعزيز عبدالحميد تعهداً عليه بعدم التعرض لها وللأطفال، ومنعته من التواجد فى منزل الأسرة، وعلى مدار شهرين قام الزوج بمحاولات للصلح، وفشلت لسوء معاملته لزوجته وأولاده. وفى 21 مارس الماضى وأثناء تواجد الزوجة مع طفلتها الصغرى «حنين» دخل المتهم الشقة بعد أن كسر الباب الخارجى وطعن القتيلة بعشرين طعنة وبعد انتهائه من جريمته أخذ بعض الأموال وكروت الائتمان الشخصية وبعض الحلى، وطلب من الجيران العرب والمصريين المقيمين بالمنطقة بعد تجمعهم على صرخات القتيلة بإيداع الأموال فى البنك، وإبلاغ البوليس. وقال محمد عبدالعزيز شقيق القتيلة ل«المصرى اليوم» إن القتيلة «خريجة كلية الآثار جامعة القاهرة» أخبرته قبل الوفاة بأيام قليلة أنها ستعود إلى مصر فى 2 مايو المقبل، وأنها لا تستطيع الاستمرار فى العيش مع زوجها بسبب إهانته المتكررة لها والاعتداء عليها وعلى أولاده الأربعة «مصطفى 13، وزهراء 11، وعبدالله 9، وحنين 5 سنوات». وأضاف أن جثمان القتيلة وصل إلى القاهرة فى 27 مارس، وتم اعتقال القاتل، وطالب شقيق القتيلة وزارة الخارجية بتسهيل إجراءات سفره ووالدته وذلك ليرعى الأطفال وتكليف محام لمتابعة القضية، خاصة أن القانون الهولندى يشترط تسليم الأولاد الأيتام للأقارب من الدرجة الأولى، موضحاً أنه يحاول منذ تلقى خبر المذبحة الانتهاء من الإجراءات إلا أنه يواجه ببطء وتعقيدات غير منطقية فى مكتب القنصلية التابع لوزارة الخارجية. قالت نجلاء السيد محمد، جارة القتيلة منذ 15 سنة فى هولندا، إن الشرطة الهولندية وافقت مؤقتاً ولفترة قصيرة على طلبها باحتضان الأطفال لحين مجىء جدتهم وخالهم، مضيفة أن الأطفال فى حالة نفسية سيئة ويتم علاجهم حالياً عند أطباء نفسيين، خاصة أن الطفلة الصغيرة شهدت الجريمة كاملة. وأكدت فى اتصال هاتفى ب«المصرى اليوم» من هولندا أن أهالى المقاطعة العرب والهولنديين يشهدون للقتيلة بحسن الخلق والاحترام، وكانت مثالاً وقدوة لمعظم العرب بالمنطقة لنجاحها فى عملها وتعاونها مع المجتمع المحيط، ومحافظتها المستميتة على بيتها وأولادها، إلا أنها فى الفترة الأخيرة ساءت حالتها النفسية بسبب مضايقات زوجها واعتدائه المستمر عليها وعلى أولادها، بعد توقفه عن العمل والحصول على إعانة بطالة من الحكومة الهولندية. وكشفت جارة القتيل عن مفاجأة بتأكيدها أن القاتل زور جنسيته وغير اسمه، حيث ادعى أن اسمه عوض على كاظم، عراقى الجنسية وشيعى المذهب، وذلك لأسباب غير مفهومة، كما أنه قيد أولاده تارة باسم عوض، وتارة أخرى باسم عبدالمؤمن، وأنه ربما يكون ذلك هو السبب وراء الخلافات وإقدامه على قتل الزوجة المسكينة. وأفادت بأن القاتل كان متقلب المزاج وغيوراً جداً على زوجته ودائم القلق على مستقبل أولاده ويخاف من انحرافهم، ولذلك كان يمنع الأسرة من الاختلاط مع الآخرين. وأضافت أنه خطط للجريمة قبل ارتكابها بفترة، حيث اصطحب ثلاثة من أولاده إلى المركز الإسلامى بالمقاطعة صباحاً دون مبرر، وظهرت عليه علامات الاضطراب فى تعامله مع العاملين بالمركز، وكسر باب الشقة واصطحب سكيناً معه، بالإضافة إلى إصراره على قتل زوجته حتى بعد احتمائها بشرفة الشقة وصراخها.