بماذا يوحى إليك الحائط الأبيض وكيف تتعامل معه فى بيتك؟سألنا هذا السؤال لثلاثة مثقفين فتنوعت إجاباتهم حسب ثقافة وخبرة كل منهم. الروائى الطاهر شرقاوى: الفراغ الأبيض رمز للحرية وفرصة للانطلاق فى فضاءات شاسعة، من الجيد أن تجد مساحة مازالت خالية من هذا العالم لم تشغل بعد، ولك مطلق الحرية فى التصرف بها كما تشاء، طالما استفزتنى الجدران البيضاء وأنا صغير كنت أرسم فوقها ما استعصى علىَّ نيله فى الواقع، بالطباشير الأسود خصوصا، سررت كثيرا لتلك المفارقة التى صنعاها معا الأبيض والأسود، أما الآن، أفتقد للجدران البيضاء الفارغة، ولو تمكنت من أحداها سأشترى على الفور جهاز «بروجيكتور» وسأحيلها لشاشة سينما ضخمة، أو سأقيم عرضاً لخيال الظل وأصنع بيدى وبعض عرائس بدائية عرضا لطيفا يعتمد على سيناريو وحوار بسيطين، يساعدنى على الخروج من جديتى بعض الوقت وقضاء فسحة من اللعب اللطيف، وأحيانا كثيرة أضبط نفسى وأنا سارحا فى الحوائط البيضاء التى أصادفها يوميا، متخيلا نفسى «طالع النخل» أو «متسلق شجرة ضخمة»، وهما أمنيتان لم أحققهما. المخرج التليفزيونى منصور شاهين: المساحات البيضاء الشاسعة تخيفنى، ورغم أن جدران بيتى بأكملها بيضاء، فإننى من أجل راحتى النفسية كسرت رهبة الأبيض، باللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية، والستائر الملونة، فهذا يصنع جواً من الألفة بالمكان بعكس الأبيض اللامتناهى، العدمى، الذى يوحى لى بأفكار حول الموت، والوحدة. الفنان التشكيلى هشام حداد: لا أنظر للفراغ الأبيض باعتباره وحدة مستقلة فى حد ذاتها، عادة ما أستقبله كجزء من كل، وأقيمه حسب تنافره أو تناغمه مع مفردات محيطه، من ألوان أخرى، أو درجة الإضاءة الموجودة بالمكان ونوعها، فإذا كان غير متناغم وفى حاجة لتدخل خارجى يجعله أكثر انسجاما مع ما حوله، أسعى لذلك بألوانى وفرشاتى وبعض حيل الديكور الفنية، ولا أتردد فى الرسم على جدران بيتى خاصة أننى فنان جداريات بالأساس، وأذكر أثناء عملى على جدارية كوبرى إمبابة، استفزنى الجدار الأبيض للكوبرى، وحرضنى على أن أصنع منه عملا ابداعى ناجح.