لم يقف أمامه شىء، كانت إعاقته سبيله للوصول إلى البطولة، اختار كرة السلة كى يثبت للمجتمع أنه مازال بطلا ولو من على الكرسى المتحرك «الناس متعرفش يعنى إيه بطل رياضى معاق..الأبطال الرياضيين المعاقين فى بلدنا شيء مجهول تماما.. حد عمره شاف التليفزيون بينقل أو بيهتم بتغطية بطولة معاقين؟» هكذا بدأ على أبوالمجد (32 عاما) الموظف فى الضرائب العقارية حديثه. أصيب على بشلل أطفال منعه من تحريك قدمه اليسرى «الحمد لله إنها جت فى رجل واحدة، وإنى بقدر اتحرك بعكاز.. الأجهزة التعويضية أسعارها نار.. أنا بشوف معاقين مبيخرجوش من البيت عشان مش معاهم فلوس تخليهم يجيبوا أجهزة تعويضية». على بطل رياضى فى لعبة كرة السلة، وقد اختير للانضمام لفريق منتخب مصر «بدأت التدريب بنادى ياسمينا وهو نادى تابع لمعهد شلل الأطفال بإمبابة، ولسه مستمر فى التدريب فيه لأنه هو ده المتاح للمعاقين.. بدأت ألعب من أيام ما كنت فى تانية ثانوى تقريبا.. وانضميت لمنتخب مصر سنة 2004، ومثلت مصر فى بطولات دولية كتير، وجبنا 10 بطولات دولية لمصر، وأخدنا 8 بطولات دورى ممتاز للنادى بتاعنا، و6 مرات كاس سوبر..أنا بحب الرياضة، وبحس بفخر لما أجيب بطولات لبلدي، لكن محدش بيحسسنا إننا بنعمل حاجة ليها قيمة! وبالرغم من إن الرياضة لا تشكل لى أى دخل يذكر إلا إنى مصمم على الاستمرار فيها.. دول كانوا بيرفضوا يدونا بدل انتقال فى النادي.. يعنى كنا بنروح التدريب 3 مرات فى الأسبوع على حسابنا لسه السنة دى فكروا يدونا بدل مواصلات وانتقال». يضيف على بحزن شديد: «أنا عايز أسأل سؤال.. هو ليه البطل الرياضى المعاق لما بيجيب ميدالية أو كاس وياخد مكافأة بتبقى بالضبط بتمثل 5% من قيمة المكافأة اللى بياخدها البطل السليم؟! أنا سألت نفسى السؤال ده كتير ومعرفتش ألاقى إجابة.. إحنا فى دورة الألعاب الأفريقية اللى اتعملت فى الجزائر حصلنا على ميدالية برونزية، وكل لاعب أخد 3 آلاف جنيه، فى الوقت اللى المنتخب التانى حصل فيه كل لاعب على 75 ألف جنيه عشان برضه جاب الميدالية البرونزية فى نفس الدورة، هو ده بيحصل ليه؟ ولو سألت أو اعترضت «ليه؟» ممكن النادى بتاعى يحولنى للتحقيق». «المجتمع ظلمنا بسبب إعاقتنا.. أنا باخد من وظيفتى فى الضرائب العقارية 285 جنيه بالضبط، وساكن فى شقة إيجار جديد بشبرا الخيمة عبارة عن حجرتين وصالة ومساحتها لا تتعدى أربعين متر وإيجارها 350 جنيه فى الشهر، عايش فيها مع ولادى اللى متعداش عمر أكبرهم 5 سنين، وكنت راضى بيها وبقول ستر، لكن المشكلة إنها مش دايمة، لأن عقدها سنتين وخلاص هيخلص فى أول يوليو، صاحبة البيت قالت أنها ممكن تجدد العقد بس هترفع قيمة الإيجار ل 700 جنيه، يعنى الضعف، وأنا أصلا قيمة الإيجار الاولانى كنت بوفرها بالعافية لأنها أزيد كتير من مرتبي، طبعا بشتغل فى كل حاجة ممكن تجيب فلوس بالحلال، فى الأيام اللى مبيكونش عندى فيها تمرين، عشان بس أوفر إيجار الشقة، مش هقولك أكل وشرب ولا علاج.. أنا باخد علاج لآلام العظام بيتكلف فى الشهر حوالى 120 جنيه لوحده، طبعا مش بجيبه كل شهر وأحيانا لما بتعب أوى بدور على بديل يكون بسعر أقل». انضم على لاعتصام المعاقين أمام مجلس الشعب، ويقول عن هذا: «المعاقين فى مصر مش بيتعاملوا على إنهم بنى آدمين، ومالهمش أى حق ولا فى قانون بيحميهم.. حتى الحقوق اللى بنحصل عليها رغم بساطتها.. بناخدها على سبيل العطف والشفقة والتفضل.. أنا مكنتش طالب كشك زى الناس المعتصمة، أنا طالب إن الدولة توفر لى سكن أنا وأولادى ولو شقة أوضة وصالة.. نعيش فيهم لأننا كمان 3 شهور هنبقى فى الشارع.. اعتصام المعاقين بدأ بمطالبتهم بالأكشاك، لكن كلنا أول ما لقينا صوت بدأ يطلع انضمينا ليه.. وأغلبنا عنده مطالب تلزم لمعيشته يعنى مسكن أو عمل يعنى مش بنتدلع.. إحنا بنطلب حاجات لازمة لكل إنسان عشان يقدر يعيش ويكمل حياته». يقول على بألم: «أنا شفت فى أيام الاعتصام ده اللى مشفتهوش فى عمري.. شفت يعنى إيه الناس مترحمش شخص معاق ومُبتلى.. شفت لما كنت باجى الصبح الناس عاملين حمام فى مكانهم لأنهم مش قادرين يتحركوا وماحدش بيرحمهم».