لا يتابع الإيطاليون وحدهم نتائج الانتخابات المحلية الجارية فى 13 إقليماً، إذ يترقبها، عن كثب، المهاجرون الأجانب من مصريين وعرب. فالإيطاليون، الذين توجه 41 مليون ناخب منهم إلى صناديق الاقتراع أمس، على موعد مع مرحلة انتخابية مهمة، وكذلك المهاجرون، الذين يسعون لتحسين أوضاعهم فى إيطاليا، ويقفون فى مفترق التنازع بين أحزاب اليمين واليسار. والمفارقة أن أهمية هذه الانتخابات للأجانب تتمثل فى كونها «محلية»، لأن نتائجها تأتى برؤساء الأقاليم والمجالس وعمد المدن والبلديات، الذين سيتعاملون فى الواقع تعاملاً مباشراً مع الأجانب المقيمين، ومنهم بطبيعة الحال مئات الألوف من المصريين والعرب والمسلمين بصفة عامة. ويلاحظ أن المهاجرين دون أوراق قانونية فى المدن والأقاليم التى يحكمها ممثلون لأحزاب اليمين يتعرضون هذه الأيام لحملات اعتقال وطرد إلى بلادهم، ينما ينادى الحكام الموالون ليسار الوسط بالتعايش مع الأجانب ودمجهم فى المجتمع الإيطالى، باعتبارهم قوة عاملة تساعد على التنمية فى قطاعات زراعية أو صناعية مختلفة. داخلياً، تعد هذه واحدة من أسخن الانتخابات المحلية التى تشهدها البلاد، منذ فوز تكتل يمين الوسط قبل عامين بزعامة رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكونى، الذى يعتبرها اختباراً وطنياً واحتكاماً شعبياً لحكومته واستفتاء على سياساته، خاصة وأنها الأخيرة قبل الانتخابات النيابية المقبلة فى 2013. وتقول المعارضة إن شعارات الحملة الانتخابية لحزب بيرلسكونى لم تركز على مشاكل إيطاليا الجوهرية، كالبطالة والكساد، ووصفها بيير لويجى بيرسانى، زعيم الحزب الديمقراطى اليسارى، أكبر أحزاب المعارضة، بأنها فرصة أمام الناخب الإيطالى لتقديم رسالة واضحة بسحب الثقة. ويتوقع المراقبون أن تأتى النتائج بإشارات تحذيرية لحزب بيرلسكونى وحلفائه، لأن شعبيته تدنت إلى أقل مستوياتها، وبالمقابل عاد اليسار فى إيطاليا إلى التعافى، بعد سلسلة من التغييرات فى قياداته. ومع ذلك فإن «ليجا نورد»، أو رابطة الشمال المتحالفة مع بيرلسكونى، ربما تخرج من الانتخابات أكثر قوة من حزبه (شعب الحرية) لتشددها أكثر ضد الأجانب، وهو ما أصبح فى الآونة الأخيرة مقبولاً ومرغوباً فى شمال إيطاليا، الذى تسيطر عليه تلك الرابطة بزعامة أمبروتو بوسى، لهذا يتوقع أن تنتزع إقليمين مهمين فى الشمال من براثن حزب بيرلسكونى، هما لومباردى وفينيتو.