أنا لست من هواة الهجوم على الأمن ورجاله وقادته، لمجرد إثبات أننى مناضل لا يخشى أحداً، ولست على استعداد فى المقابل لأن أمسك سكيناً أذبح بها الناس إرضاءً للأمن.. ولست أيضاً من الذين يختزلون الداخلية كلها فى رجال أمن يقمعون مظاهرة احتجاج أو غضب، أو ضابط ينتهك آدمية مواطن بسيط وفقير فى قسم شرطة.. ولكننى أرى الداخلية أيضاً ورجالها فى كل لحظة أمان أحس بها مع أولادى فى البيت أو الشارع.. وبهذا المنطق أخاطب اليوم اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، أطالبه بقراءة ملف ما جرى فى أسيوط، وكيف اعتدى رجال الأمن هناك.. بمنتهى القسوة والوحشية.. على جماهير الأهلى التى سافرت خلف فريقها.. وكثير من الصحف والبرامج التليفزيونية تابعت هذا الاعتداء غير المسبوق وغير المبرر أيضاً.. ولكن دون أى ردود أو تفاسير تأتى من مديرية أمن أسيوط أو من وزارة الداخلية.. وهو ما جعلنى بعد كل ما كتب وقيل أتوجه بالكلام والسؤال للواء حبيب العادلى شخصياً.. أخاطب فيه حكمته ورؤيته ليتدخل وينزع فتيل القنبلة التى باتت على وشك الانفجار فى كل وأى ملعب للكرة قريباً جداً.. أقول له إن معظم الناس كانت ضد خروج بعض الجماهير أحياناً عن النص، وضد كل أشكال العنف والشغب والشماريخ ومحاولات التخريب.. وتعاطفنا مع الأمن ورجاله وهم يجاهدون لعودة الانضباط والأمان إلى ملاعب الكرة.. لكن ما جرى فى أسيوط لم يكن هناك ما يبرره ولم يسبقه خروج أى أحد على أى نص أو قانون.. وهو ما يعنى أن هناك خطأ وقع.. ولابد من محاسبة المسؤول عن هذا الخطأ.. لابد أن يُرسى اللواء حبيب العادلى شخصياً هذا المبدأ.. أن الأمن أبداً لن يتهاون مع أى جمهور يثير الشغب أو يسعى إلى التخريب والعنف.. لكن يبقى فى المقابل من حق هذا الجمهور أن يرى حساباً صارماً لأى رجل أمن يقرر التعامل معه باعتباره مجموعة مجرمين وفاسقين وخارجين عن القانون.. وبهذا المعيار وحده يتحقق الانضباط ويكتمل الأمان فى ملاعب الكرة.. وأرجو اللواء حبيب العادلى أن يقنع رجاله بأن جماهير الكرة فى مصر لا تستحق رؤية الأمن الرسمية الغاضبة والعابسة والقاسية أيضا.. حتى مجموعات الألتراس سواء المنتمية للأهلى أو الزمالك أو الإسماعيلى.. مجرد جماهير عاشقة لأنديتها وليست لديها أى نوايا إجرامية أو تخريبية إلا إذا تعرضت للاستفزاز وانتهاك آدميتها والانتقاص من قدرها واحترامها.. وألا يقع أى صدام متوقع بين الأمن وجماهير الكرة.. فلابد أن يتدخل اللواء حبيب العادلى الآن.. فهذا هو دوره وواجبه أيضاً. [email protected]