الشيوخ يستقبل أعضاءه عن دوائر محافظات قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد وغرب الدلتا.. غدًا    وزير الاتصالات يبحث مع شركات عالمية زيادة استثماراتها بمجالات التعهيد وبناء القدرات الرقمية والتكنولوجيات المساعدة    أمير قطر: حملات التضليل لن تثنينا عن مواصلة جهودنا مع مصر لوقف حرب غزة    برشلونة يحدد ملعب مواجهة ريال سوسيداد في الليجا    نابولي يمدد عقد نجمه    كانوا رايحين المدرسة.. إصابة طالبين في حادث تصادم بسوهاج    مسلم ينفي تسبب عائلته في انفصاله عن زوجته: هي ماحترمتنيش    12 فيلماً عربياً في مسابقة "نور الشريف" بمهرجان الإسكندرية السينمائي    وكيل صحة قنا يكلف فريق الطب العلاجي بمتابعة الخدمات داخل مستشفى قوص المركزي    "الصحة": لقاح الأنفلونزا يقلل الأعراض ويصلح لكل الأعمار    حقيقة الفيديو المتداول ل«موكب الشرع في الولايات المتحدة الأمريكية»    أمين الفتوى يوضح كيفية الصلاة على متن الطائرة ووسائل المواصلات المختلفة (فيديو)    مقاومة نزلات البرد.. عادات بسيطة لحماية أطفالك بموسم المدارس    «تذاكر مجانية وبنصف الثمن».. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    «القومي للمرأة» يشارك في الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة «أولادنا»    الرئيس التنفيذي ل "صندوق الإسكان الاجتماعي" تعرض التجربة المصرية الرائدة لتوفير السكن الملائم للمواطنين    أحمد دياب يزور "اليوم السابع" ويُشيد بدورها فى دعم الرياضة المصرية    جوارديولا يحسم موقف مرموش من مواجهة السيتي في كأس الرابطة    انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    نائب محافظ القاهرة تقود حملة لرفع الإشغالات والتعديات بمدينة نصر    معهد تيودور بلهارس للأبحاث ينظم ورشة عمل "جراحات المناظير المتقدمة"    وفاة وإصابة 13 شخصا في تصادم ميكروباص مع جامبو بالشرقية    الواسطى وناصر ببنى سويف يستعدان لفصل الشتاء بهذة الإجراءات (تفاصيل)    محافظ المنوفية يلتقي رئيس الجامعة لبحث أوجه التعاون وتعزيز الشراكة    ليفربول يخطط لمكافأة جرافينبيرج بعقد جديد    رونالدو يحتفل باليوم الوطنى ال95 للمملكة بالزي السعودي.. صور    التعليم العالي: اليوم آخر فرصة للتقديم الإلكتروني لطلاب التكنولوجيا التطبيقية    محافظ أسوان يتابع حملة رفع أكثر من 400 حالة إشغال بالسوق السياحي القديم    أبراج تفضل الزواج عن حب ومالهاش في الصالونات.. برج الحمل والأسد الأبرز    مصر تستضيف ورشة عمل اللجنة الدولية المعنية بتعزيز سياسات حماية المستهلك    اليوم العالمي للغة الإشارة.. 4 خطوات أساسية لتعلمها وإتقانها    «سلم الراية.. في قنبلة موقوتة».. نجم الأهلي السابق يطالب الخطيب بالابتعاد عن النادي    منتخب الشباب يودع كوينتيرو بجولة ترويحية.. ويغادر إلى سانتياجو استعدادًا للمونديال    المستشار محمود فوزي يبحث مع وزير الشباب مبادرات مشتركة تستهدف توعية وتأهيل النشء    عبلة الألفى تطالب بأهمية التوسع فى الولادة الطبيعية بمنظومة رعاية الأم والطفل    أجواء خريفية معتدلة صباح غد وشبورة واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 32    بالمستند.. «التعليم» تصدر تعليمات بشأن دراسة مادة اللغة الأجنبية الثانية    دول غربية تعرض المساعدة في علاج مرضى من غزة في الضفة الغربية    فيريرا يلقي محاضرة فنية على لاعبي الزمالك قبل مواجهة الجونة    وزيرة التنمية المحلية توجه بدعم السياحة البيئية بالمنطقة    التفاصيل الكاملة لألبوم مصطفى قمر الجديد «قمر 25» وموعد طرحه    نائب ب«الشيوخ»: قرار الرئيس بالعفو عن عدد من المحكوم عليهم يعكس البُعد الإنساني ويعزز قيم العدالة والتسامح    دعاء استقبال شهر ربيع الآخر 1447.. ردده الآن    نسرين عكاشة: موافقتي على جزء سادس من مسلسل "ليالي الحلمية" غلطة وندمانة عليها    محافظ أسيوط يشهد احتفالية تكريم المتفوقين من أبناء دار الصفا لرعاية الأيتام    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    وزيرة الخارجية البريطانية تشن هجوما جديدا على نتنياهو بسبب أطفال غزة    كجوك يستعرض جهود تحفيز الاستثمار بالتسهيلات الضريبية والسياسات المالية الداعمة للإنتاج والتصدير    الرئيس السيسي يستقبل رئيس رواندا في زيارة رسمية لتعزيز التعاون الثنائي    وزير الخارجية: قلقون لما يتعرض له التراث الفلسطينى من تدمير إسرائيلى    أسعار الخضروات بأسواق المنيا اليوم الثلاثاء23 سبتمبر 2025    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 بالدوري المصري والبطولات العالمية    ما حكم صلاة مريض الزهايمر.. «الإفتاء» توضح    حكم لبس الحظاظة في الإسلام.. دار الإفتاء توضح    حكم فسخ الخطوبة بسبب ترك الصلاة.. دار الإفتاء توضح    آخر تحديث لسعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 23 سبتمبر 2025    بعد البيانو.. سميح ساويرس يكشف عن حلمه الجديد: أستعد لإخراج أول أفلامي.. وهذه نصيحي للشباب    الداخلية تكشف ملابسات صورة جرافيتي على مبنى محافظة الدقهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب «الفولة»

بعيداً عن صحة الرئيس وصخب البرادعى والبلاد التى تنتظر القدر دون تخطيط أو ترتيب، وفى غيبة دولة المؤسسات، وضجيج ائتلاف المعارضة وجمود الحياة السياسية، يدور هناك فى الجنوب مشهد آخر يؤكد موت السياسة فى مصر، فالمواطن الجنوبى لا يشعر بضجيج العاصمة إلا من خلال شاشات التلفاز وأحيانا من الصحف، وقليلاً من شبكة الإنترنت.
الجميع يستعد للانتخابات المقبلة على طريقته، يتحدثون عن حسابات تختلف عن حسابات سكان العاصمة، الأساليب التى سيدلف بها الأدعياء إلى البرلمان متفردة، فالسياسة هناك لا محل لها، فالحزب الحاكم والأجهزة التنفيذية سواء، حتى إن المواطن العادى يتعامل مع الأمر وكأنه مصير مثل والديه اللذين أتيا به إلى الدنيا.
تشعر من كلماتهم أنهم سيرفضون الفصل بين الحزب الحاكم والدولة لأنهم لم يروا سوى هذه المعادلة منذ أن رأت أعينهم معنى الحياة، فالقبول هنا فطرى حازم جازم يتعلق بالشعور الأبوى الذى قتل كل مشاهد التغيير فى أرض الفراعنة التى لم تعرف الحرية إلا لسنوات، وغرقت فى أتون الاستبداد ومركزية الدولة كنتيجة للنيل العظيم الذى صنع الحياة لكنه جاء معها بالاستبداد مع نظام الرى الذى أوجد دائماً سلطة متجبرة متحكمة.
العصبية حاكمة والحزب الوطنى رغم ضعف كوادره والقائمين عليه يبدو للجميع أنه البوصلة التى تحرك الجميع، فلا أحزاب أو نشاط سياسى بالمعنى المفهوم، هناك فى أسيوط المحافظة الجنوبية، حزب حاكم مهلهل يملأ الدنيا بالحديث عن تربيطاته ومرشحيه سواء ل«الشورى» أو«الشعب»، والحكاية التى تبدو أكثر تشويقاً هى الأسماء المرشحة، فأحدهم يملك محلا للعصير وآخر خارج على القانون، وثالث دخل البرلمان ولم يصعد للمنصة ولو لمرة واحدة، ورابع تاجر آثار وغيرهم ممن ينتمون إلى عينة نواب الحزب فى البرلمان الحالى، المقامرين منهم والمحتكرين والسارقين والسافكين الدماء.
ولا تنافس هذه الأسماء سوى الطرق التى يستخدمونها للدعاية الانتخابية، فهى جد مختلفة، مؤتمراتهم الانتخابية تأخذ شكل حفلات تمد فيها الولائم وتقدم خلالها الذبائح، يختلط فيها الذكر بالمخدرات التى تعد جزءا أساسياً فى برنامج أى مرشح محتمل، أحدهم فى قرية يحتضنها الجبل، لا تبعد كثيراً عن مدينة أسيوط، أقام مؤتمراً انتخابياً للدعاية لنفسه لاستقطاب الأنصار الذين يسعون إلى ملء بطونهم ثم تغييب عقولهم حتى يصوّتوا للباطل، المؤتمر أو «الليلة» كما يصفها البسطاء،
تصدرها قيادات الحزب الحاكم فى أسيوط وبدأ الحفل واختلط صوت الميكروفونات بأنفاس السكارى ومدمنى «الفولة» (الفولة نبات مخدر يماثل الحشيش، استخدموه ليكون بديلاً للبانجو الذى انتهى فى المحافظة الجنوبية بانتهاء عصر «عزت حنفى»)،
ووسط قرقعة زجاجات البيرة وطبخ الفولة مع الأدوية المدرجة فى جداول المخدرات، يدخل الرجل القوى فى الحزب والقيادة الشعبية الأبرز لسنوات يهرول الجميع إليه، فرضاه هو صك الترشيح للانتخابات.
وفى نهاية الليلة يسقط شخص صريعاً بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة من جراء «الفولة» المختلطة بالأدوية المخدرة، وتنتهى الليلة بنقل أربعة آخرين إلى أحد المستشفيات بعد تناولهم جرعات زائدة من المخدرات فى الحفل الانتخابى. حزب «مزاجنجى» يبحث عن أنصاره بين السكارى والمدمنين، وإذا سقط أحدهم فهناك آخرون، ليذكرنى الأمر بنكتة روسية تقول «أرسلت الأم ابنتها للبحث عن أبيها، فذهبت إلى الحانة، فوجدته هناك يحتسى الخمر،
فاقتربت منه الابنة قائلة: «لنعد إلى البيت يا أبى، أمى تريدك»، استمع إليها ثم ناولها كأسا مليئة بالفودكا، وقال «اشربى»، فامتنعت الفتاة وقالت إنها لا تشرب ولا تريد أن تشرب، فنهرها وأمرها بأن تشرب، فرشفت الفتاة قليلاً من الفودكا، وراحت تسعل وتشكو من مرارتها قائلة «كم هى مرة»، عندئذ قال الأب «وماذا ظننتما أيتهما الملعونتان، هل تتصوران أننى أشرب الشهد هنا؟».
من ذهب إلى سرادقات الدعاية لرجال الحزب الوطنى، لم يختلف كثيراً عن بطل النكتة، فهو ينسى المر بالمر ليأتى بمزيد من المر، بعد أن صار كالحيوانات تنتظر من يطعمها ويسقيها بلا عقل أو إدراك.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.