«كان مقدراً أن يحدث ذلك عاجلاً أم آجلاً، ففى 30 مايو 1908، نجت موسكو من الدمار بفارق زمنى ثلاث ساعات ومسافة أربعة آلاف كيلو متر، وهى مسافة لا تذكر بالمعايير الكونية، وفى 12 فبراير 1947 نجت مدينة روسية أخرى بأعجوبة عندما انفجر ثانى أكبر نيزك فى القرن العشرين على بعد أقل من أربعمائة كيلو متر من فلاديفوستوك، وقد ضاهى هذا الانفجار فى قوته قوة قنبلة اليورانيوم التى كانت قد اخترعت حديثاً فى ذلك الوقت. فى تلك الأيام وقف الإنسان مكتوف الأيدى عاجزاً عن حماية نفسه من آخر القذائف العشوائية للقصف الكونى الذى أصاب فيما مضى وجه القمر بالندوب، لقد دكت نيازك عامى 1908 و 1947قفاراً غير مأهولة، ولكن بحلول نهاية القرن الحادى والعشرين لم تبق منطقة على وجه الأرض صالحة لأن تكون هدفاً آمناً لما يقوم به الفضاء من تمرينات فى التصويب، فقد انتشر الجنس البشرى من القطب الشمالى إلى القطب الجنوبى، لذا لم يكن هناك مفر». السطور الأولى من رواية «موعد مع راما» للكاتب البريطانى آرثر كلارك «1917 - 2008» الملقب بملك كتابة الخيال العلمى، والذى منحه الأمريكيون لقب «المعلم العظيم»، وحصدت الرواية العديد من الجوائز الكبرى، منها جوائز «هوجو ونيبولا وجائزة الخيال العلمى البريطانية»، وصدرت الرواية مؤخرا بالعربية عن دار نشر «كلمات عربية» وترجمتها إيمان فتحى سرور وراجعها سامح رفعت مهران، تحكى عن ذلك الجرم السماوى المسمى راما، وكشف العلماء أنها سفينة فضاء تسافر عبر النجوم، تزن أكثر من «10 تريليون طن» وتنطلق فى المسار الشمسى بسرعة البرق، لتفتح أمام العلماء باباً جديداً من الأمل والمخاوف على السواء، بعد أن أصبحوا على وشك اللقاء بأول كائنات عاقلة من الفضاء الخارجى. أصدرت الدار نفسها الجزء الثانى من الرواية وحمل عنوان «راما 2» فى 568 صفحة بتوقيع آرثر كلارك وجنترى لى، وفيه تتواصل تجربة البحث عن أسرار الكون، ويصبح القارئ على موعد مع إجابات لبعض الأسئلة التى تركها الجزء الأول عالقة.