عادت اللجان الشعبية من جديد إلى شوارع مصر، بعد اختفاء عدة أشهر، لمساعدة قوات الجيش والشرطة، فى تأمين اللجان الانتخابية. «المصرى اليوم» أجرت جولة خلال اليومين الماضيين، فى عدة مناطق للوقوف على وضع اللجان الشعبية، ومشاركتها فى تأمين الانتخابات، ومساعدة الناخبين على الإدلاء بأصواتهم. فى الزمالك، شكل العشرات لجنة شعبية تحت اسم «زمالك جارديانز»، تم تقسيمها إلى لجنتى كلية الفنون الجميلة وكلية البنات، وارتدى أفرادها زياً موحداً هو القمصان الصفراء. وقال زياد عمار، أحد مؤسسى المجموعة، إن تأسيس اللجنة جاء بعد الثورة، حيث نزل غالبية سكان الزمالك للتحرير، رغم مستواهم المادى العالى، لكن تعليمهم وتربيتهم طالبتهم بالدفاع عن حقوق الفقراء - على حد قوله. وأضاف زياد: «وسط هذا الزخم قمنا بأدوار تأمينية لكل منطقة الزمالك، لأننا جميعاً نعرف بعضنا، وبعد ذلك فكرنا فى تأسيس هذه المجموعة، للقيام بحماية وتأمين الزمالك، والاهتمام بالأدوار الاجتماعية، حتى كبرت المجموعة وزاد عددنا ووصلنا حالياً إلى 1450 فرداً». ورصدت «المصرى اليوم» منذ الساعة الرابعة عصراً، اختفاء الناخبين من اللجان حيث حضر نحو 5 ناخبين فى هذه الفترة، كان بينهم الفنانة الشابة ناهد السباعى. وقالت نيرة شكرى، عضو اللجنة: «إن مندوبى المرشحين يفتعلون الشكاوى ويحاولون التضييق علينا دائماً، لكن لم نرصد أى مخالفات منذ اليوم الأول، ولو كنا رصدنا شيئاً لأبلغنا الأمن فوراً». وفى إمبابة، قال إسلام فتحى، أحد الشباب، الذى كان يرتدى قميصاً مكتوباً عليه «اللجان الشعبية»، إنه متطوع مع اللجان الشعبية منذ الثورة من خلال تأمين الشوارع. وأضاف إسلام أن عناصر التأمين لم تعترض على دخولهم اللجان لمعرفتهم أنهم لجان شعبية غير منتمين لشخص أو مرشح لكنهم يحاولون التنظيم ويساعدون مجندى الجيش. وأضاف: «دورنا ننظم الناس ونوعيهم بطريقة الانتخاب ومكان اللجنة، وقمنا من قبل بنفس الدور فى انتخابات البرلمان السابقة، ويتم التنسيق مع الجيش والوكلاء والقضاة، وفى المساء قضيت ليلتى أمام اللجنة لتأمين اللجان والمساعدة فى تأمين الصناديق خلال الحصر». انتقلنا مع أعضاء اللجنة إلى المدارس التى بها لجان، وقال عبدالوهاب دعبس، أحد أعضاء اللجنة: «لا نود لفت الأنظار لنا حتى نستطيع رصد المخالفات والتجاوزات باللجان، وبالأخص لأننا متواجدون على سبيل أننا مندوبو المرشحين، وليس بصفتنا أعضاء باللجنة الشعبية، وبنلف ونرصد التجاوزات وشغل الفلول، وبنحاول نمسكهم». وفى نحو السادسة مساءً، حدثت حالة من الزحام الكثيف أمام اللجان، وتواجدت مجموعة من السلفيين، التى توافدت على اللجان بعدما تردد أن حازم أبوإسماعيل طالب أنصاره بانتخاب أبوالفتوح. وتفقد أعضاء اللجنة نحو 7 مدارس هى: مدرسة توفيق الحكيم الابتدائية، وسيد الشهداء الابتدائية، ومحمود عزمى الإعدادية، ويوسف السباعى الثانوية، وميت عقبة الابتدائية، والأزهار الابتدائية، والمنار الابتدائية، للمتابعة ورصد ما يحدث من مخالفات. وفى نحو السابعة مساءً، انتقل أعضاء اللجنة إلى لجان الفرز وتوزعوا على ما يقرب من 15 لجنة، وبعضهم كان يحمل توكيلات من مرشحين، والبعض الآخر يحمل كارنيهات مراقبة، حصلوا عليها من خلال منظمات حقوقية.
