فى كتابه «فى صالون العقاد كانت لنا أيام» روى الكاتب الكبير أنيس منصور تفاصيل رحلة 40 تلميذة إلى منزل العقاد، وكانت بصحبة إحداهن طفلة حاورت العقاد وسألته: انت مش متجوز؟ فقال لا فردت الطفلة: ليه؟ فقال: عندما تكبرين سوف اتجوزك فقالت الطفلة اتجوز ماما، فقال: ولكن ماما اتجوزت بابا، وأمسكته الطفلة من أنفه، ومن أذنه ثم خلعت الطاقية من فوق رأسه، وقالت له: عاوزة أروح الحمام.. وتطوعت إحدى الطالبات بأن تساعدها ولكن الأستاذ رفض وأخذها إلى الحمام وبعد لحظات عاد باسماً يقول: عفريتة.. والله حاولت أن أكون أباً أو أماً أو خادماً مطيعاً، ولكنها رفضت وطردتنى، إنها المرة الأولى التى أقوم فيها بمثل هذا العمل الجليل، ثم عاد يشرح ضاحكاً: «أدخلتها.. ووقفت لحظة أطمئن عليها»، فقالت: عيب أنت مالقيتش حد يربيك، أما تكون واحدة فى التواليت لازم تقفل الباب ووشك فى الأرض. ومن حوار الطالبات قالت له طالبة أنا مستعدة أن أتزوجك يا أستاذ فقال أنا موافق بشرط واحد فقالت الطالبة ما هو؟!.. فرد أن تقيم معك كل زميلاتك فقالت الطالبة أنا سمعت أن نابليون تزوج فى جزيرة سانت هيلانة طفلة عمرها 16 عاما أى فى مثل سنى.. وكان نابليون سعيداً جداً.. ولابد أن تكون عروسته سعيدة حين يكون زوجها الإمبراطور نابليون.. وأنهما يعيشان فى جزيرة بعيدين عن الدنيا كلها.. فقال لها: ولكنى لست إمبراطوراً.. ولست فى جزيرة.. ولن أكون سعيداً معك فقالت طالبة لماذا يا أستاذ؟ قال لأنى لا أحب أن تكون امرأتى جميلة جداً.. ولا أحب إذا سرت معك فى الشارع أن يتوجه إليك الناس جميعاً بالكلام ويتركونى واقفاً وكأنى شبح.. فإذا جاء بائع الورد قال لى وردة لبنتك الجميلة، وإذا جلسنا فى مكان عام جاء ألف شاب يطلبون يدك منى، وإذا أحس أحد أنى تزوجتك قالوا: هذا رجل غير محترم.. لقد استغل فقر هذه الفتاة واشتراها بفلوسه.. أين القانون فى هذا البلد؟ كيف يسمح القانون بهذا «الاغتصاب الشرعى» فقالت الطالبة: لن أخرج من البيت، فقال: أما أنا فسأتنقل بين الصحف وبين دور الكتب وبين الناشرين.. سأبحث لى عن شقة أخرى لكى أقرأ وأكتب فيها.. فقالت الطالبة: ولماذا تترك البيت يا أستاذ؟ فقال: البيت ضوضاء.. وصديقاتك كثيرات. ثم إننى لا أقوى على رؤية كل هذا العدد من الطالبات اللائى جئن لتعزيتك فى شبابك وخيبة أملك.. وفى زواجك من رجل لا هو نابليون، ولا بيته جزيرة فى المحيط، ولا الذى جمعكم هو الحب.. إنما هو حب الاستطلاع من جانبك وسوء تقدير من جانبى.