تسببت قرارات الإزالة التى نفذتها محافظة أسيوط أمس الأول على يومين متتاليين بجبل دشلوط الغربى التابع لمدينة ديروط، فى تشريد نحو 120 أسرة لم يعد لهم مأوى سوى الصحراء على حد قولهم. وأكد عدد من الأهالى أن قوات الأمن التى رافقت لجنة الإزالة اعتدت عليهم بالضرب والسب والقذف، مما تسبب فى إصابة عدد كبير منهم بجروح فى الرأس وكدمات فى الجسم وقذفت بأمتعتهم فى الشارع، ورفضت اللجنة الاطلاع على الأوراق التى تثبت مخالصة الأرض لهم من أملاك الدولة ولم تستجب لصرخاتهم وبكائهم على تشريدهم ونسائهم وأطفالهم، وقضى الأهالى ليلتهم فى الصحراء، وطالبوا رئيس الجمهورية ووزير الإسكان بالتدخل لتوفير مساكن تؤويهم من قسوة الصحراء. وقال صفوت عبدالكريم ميخائيل إنه حاول إقناع قوات الأمن ولجنة الإزالة بعدم إزالة منزله الذى يقطنه مع أولاده الخمسة فاعتدوا عليه بالضرب بعصى بلاستيكية كانت فى أيديهم وأصابوه فى رأسه وجسده وكبلوه بسلاسل فى إحدى سيارات الأمن المركزى مع عدد آخر، حتى انتهوا من تسوية المنازل بالأرض. وأضاف أن قوات الأمن احتجزت نحو 20 من الأهالى داخل سيارات الأمن مكبلين بالسلاسل ثم اصطحبتهم إلى قسم الشرطة لتحرير محاضر لهم، منهم محمد موسى كامل ومصطفى حميدة أحمد وصفوت ملوكة عبدالمسيح وعلى محمد ونادر إبراهيم. وقال صالح أحمد إن أفراد الأمن دخلوا على زوجته ووالدته وأخواته المنزل وانهالوا عليهن بالضرب ليجبروهن على الخروج وحين سمع صراخهن ذهب مع أقاربه لإنقاذهن فانهال عليه العساكر بالضرب حتى إنه أصيب فى رأسه واستدعى إنقاذه إجراء جراحة 3 غرز فضلاً عن الكدمات فى جسده. وقال عماد نادى منير: «أعول أسرة مكونة من 15 فرداً ولا أعلم أين سنبيت ليلتنا»، مؤكداً أنه كان من الأولى بالمسؤولين توفير مأوى لهم قبل تنفيذ قرارات الإزالة. وقال شفيق عماد: «كان الأجدر أن تحاسب الحكومة، الوزراء وأعضاء مجلس الشعب الذين استولوا على آلاف الأفدنة، لكن للأسف الحكومة دايماً تتشطر على الغلابة»، مؤكداً أن قوات الأمن لم تمهلهم جمع متعلقاتهم من المنزل قبل هدمه، وقام أفراد الإزالة بطرد والدته المسنة وأطفاله وبدأوا الإزالة بالرغم من وجود أثاث المنزل والسيارة التى يعمل عليها بداخله. من جانبه، قال جمال عباس، رئيس مجلس مدينة ديروط إن الأرض تابعة لأملاك الدولة ومن الطبيعى أن تستردها.