أثار البرادعى ضمن ما أثاره اقتراحات للبعض بتعيينه نائبا للرئيس، بينما اقترح البعض الآخر تعيينه رئيسا للوزراء.. مما دفعنى للتساؤل: هل يبحث البرادعى عن وظيفة؟.. وهل نبحث للبرادعى عن وظيفة؟ بمعنى آخر هل نسعى إلى تغيير أم نريد ضم البرادعى إلى النظام القائم؟ الرجل نفسه لم يتحدث عن وظائف وهو ليس فى حاجة إليها بل هو لا يريد الترشح من أجل مقعد رئاسة الجمهورية، وفى لقاء معه كان واضحا بما لايدع مجالا لأى شك أن ما يعنيه وما يسعى إليه ليس الرئاسة بل التغيير نحو الديمقراطية، سواء مهد له هذا التغيير الترشح للرئاسة أو مهد لغيره.. أعرف أننا بتنا لا نصدق أن أحداً يمكن أن يعمل إلا لمصالحه الخاصة الضيقة، بل الضيقة جدا لكننى فى لقاء مع الدكتور البرادعى أدركت أن الرجل مهموم بحال البلد وليس مهموما بحاله هو، لأنه ببساطة ليس بحاجة إلى السلطة.. من هنا أرد على تساؤلى السابق بأن البرادعى لا يبحث عن وظيفة ولو تم تعيينه نائبا كما اقترح البعض لن يملك أن يفعل شيئاً حقيقياً، لأنه سوف يعمل فى إطار النظام القائم.. كما أن تقليده رئاسة الوزراء لن يجعل منه سوى موظف فى الدولة لا يملك سوى تنفيذ الأوامر.. لا الرجل يريد ذلك ولا نحن نريد.. وجود البرادعى داخل النظام القائم يجعل منه ترسا فيه وليس مغيرا له.. تقلد البرادعى لأى مركز داخل ما هو قائم سيأتى للبرادعى بالوظيفة ولن يأتى لمصر بالديمقراطية.. والبرادعى لا يبحث عن وظيفة ومصر تسعى إلى الديمقراطية. البرادعى كبسولة تتجمع حولها القوى الوطنية، ومن يحاول الآن أن يظهر فى الصورة ليستثمر ذلك لصالحه واهم، فالناس لم تعد تثق فى كل تلك الوجوه ومصدر ثقتها فى البرادعى يأتى من أنه من خارج الصورة، التى تم ابتذالها عبر كل تلك السنوات الماضية.. فالرجل مقدر على مستوى العالم ورغبته فى إحداث تغيير حقيقى فى بلده على المستوى الديمقراطى محسوسة من الناس قبل حتى النخبة، وبالذات تلك التى لا مطامع لها ولا حسابات. المشكلة ليست فى أن يتقلد أحد منصب نائب الرئيس أو رئيس الوزراء.. المشكلة أن يتم ترسيخ نظام سياسى يسمح بتداول السلطة بحيث يصبح لصاحب الصوت الانتخابى تأثير على السياسات، وأن يجد الناخب حلولاً لمشاكله فى أى من البرامج المطروحة عليه.. وأن يكون هو وحده صاحب الحق فى اختيار اتجاه أو شخص معين ليس بدافع شعارات ولا حب هذا أو كره ذاك، ولكن لأن هذا هو من يحقق مصلحته ويوفر له ما يريد وبقاؤه مرهون بتحقيق هذه المصلحة. لا البرادعى يبحث عن وظيفة ولا نحن نبحث عن تغيير فى الوجوه والأسماء مع بقاء الحال على ما هو عليه. [email protected]