«على الرغم من المظهر الديمقراطى الجذاب، فإن الطائفية لاتزال محرك العراقيين الأساسى فى الوصول إلى صناديق الانتخابات».. هكذا علقت مجلة «تايم» الأمريكية على الانتخابات العراقية التى تجرى اليوم (الأحد) فى العراق، بعد أن انعقدت خلال اليومين الماضيين لتصويت العراقيين فى الخارج. تبدأ الانتخابات وسط توقعات بألا تفضى نتيجتها لفوز أحد الائتلافات ال4 الكبرى: «التحالف الكردستانى» بزعامة جلال طالبانى، و«الكتلة العراقية» بزعامة إياد علاوى، و«الائتلاف الوطنى العراقى» بزعامة عمار الحكيم، و«ائتلاف دولة القانون» بزعامة نورى المالكى.. وأن تضطر تلك التحالفات التى تضم بداخلها عشرات القوى إلى محاولة التوصل إلى اتفاق لإنشاء حكومة وحدة وطنية. ويعانى الكثير من تلك الائتلافات من انقسامات داخلية شديدة بالفعل، مما يؤشر إلى صعوبة توصلها مع بعضها إلى اتفاق فى ظل ما يشهده كل منها من صراعات داخلية. وتشير «تايم» إلى أنه على الرغم من أن الآلاف من أنصار رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى تمكنوا من التجمع لسماع خطبته فى حملته الانتخابية، مما يعد مؤشراً واضحاً على تحسن الأمن فى العراق.. فإن أنصار المالكى الذى يؤكد المواطنة والبعد عن الطائفية ظلوا يهتفون: «لبيك يا على» بما يعكس الطابع الشيعى لأتباعه. وتضيف المجلة أن هناك روحاً وطنية جديدة تبدو على السطح فى العراق، غير أن الحقيقة أن المسألة الطائفية تزداد تعقيداً فى العراق بدلاً من أن تتحسن، لأنه يجرى استخدامها حالياً من قبل الأحزاب السياسية مثلما، يجرى فى جنوب العراق الذى يسعى العديد من الأحزاب السنية إلى تهجير الأقلية السنية منه للاستئثار بمناطقه الغنية بالبترول. وتكمن الأزمة فى أنه لا تخلو أسرة فى العراق من قتيل سقط فى المواجهات الطائفية التى اجتاحت البلاد خلال السنوات ال7 الماضية، مما يجعل من الصعب على العراقيين التخلى عن «ميراث الدم»، كما أن الكثير من المسؤولين عن أنهار الدم التى تمت إراقتها فى العراق يواصلون بقاءهم فى السلطة ويبدو أن أحداً لا يجرؤ على المساس بهم. وسادت أمس أجواء متوترة أمنياً، إذ قتل عشرات العراقيين فى هجمات متفرقة فى مختلف أنحاء العراق، وإن بقى مستوى التوتر أقل كثيراً من الذى اعتاده العراق خلال المناسبات الانتخابية السابقة، بينما أعلنت القاعدة «حظر تجول» اليوم، وقال بيان للتنظيم: «دولة العراق الإسلامية.. إن كل من يذهب للانتخابات يعرض نفسه ل(غضب الله) وكل أسلحة (المجاهدين). وعلى الرغم مما يشهده العراق من هدوء نسبى، فإن نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى توقع حدوث انقلاب عسكرى فى البلاد إذا سادتها الفوضى، أو إذا ما حاول الحزب المسيطر على السلطة الاستئثار بها، مما يعكس القلق السنى من الانتخابات. هذه الانتخابات سيحدد نتائجها الكثير من الملفات الحيوية فى مستقبل العراق، على رأسها قضايا الفيدرالية، ومدينتا تكريت والموصل، وتوزيع عائدات النفط، فضلاً عن رسم معالم علاقة الدولة العراقية بجيرانها، وتتخوف الأقلية السنية فى العراق من أن استمرار هيمنة الشيعة على مقاليد الحكم فى العراق من شأنه أن يمكنهم من إقرار أوضاع طويلة الأمد تضمن تحقيق المصالح الشيعية على حساب نظيرتها السنية.