اختلف خبراء ومحللون سياسيون، حول السيناريوهات المتوقعة لغياب الدكتور محمد البرادعى عن مصر 30 يوما بعد دعوى الاصلاح الديمقراطى والدستورى التى أطلقها من خلال اعلانه إقامة جمعية وطنية لتغيير الدستور، فيما أكد البعض أن الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يتعرض لهجوم عنيف من جهات إعلامية محسوبة على النظام والمعارضة فى وقت واحد، قال آخرون إنه سوف يتأمل المشهد بشكل أكثر دقة خلال الفترة التى يغيب فيها عن مصر، وسيلاحظ أن تجميع المعارضة على كلمة واحدة أصعب بكثير من مواجهة النظام. ووصف الدكتور عمرو الشوبكى، خبير النظم السياسية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الهجوم الذى تعرض له البرادعى قبل عودته إلى القاهرة، ومطالبته بتعديل الدستور ب«لعب عيال» فى مواجهة الهجوم المتوقع على شخصه بعد وضعه الجديد فى الحياة السياسية، موضحاً أنه لن يتوقف عند آلة الإعلام الحكومى فحسب وسوف يمتد ليشمل الإعلام المحسوب على المعارضة أيضاً. وقال إنه نجح خلال ال 30 يوماً التى سبقت عودته فى تجميع قوى المعارضة على ضرورة «التغيير» ودلل استقباله لحظة وصوله على ما استطاع أن يخلقه لنفسه من شعبية تسببت فى حالة جديدة من الحراك السياسى. لافتا إلى أن ال «30» يوماً التى سيقضيها البرادعى خارج مصر تنطوى على تحديات كثيرة، منها على سبيل المثال تحول التجمع الذى التف حوله إلى حركة شعبية تضم وجوها جديدة غير الوجوه التقليدية الموجودة على الساحة السياسية، بالإضافة إلى نجاحه فى التواصل مع أجنحة داخل الدولة ترفض مشروع التوريث. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر، إن ال«8» شهور المقبلة سوف تحدد دوره الحقيقى خلال المرحلة المقبلة، وأن الأمر يتوقف عليه شخصيا فى ظل المعوقات التى ستواجهه، ومنها محاولات الوجوه المعارضة التى جمعها فى منزله، الثلاثاء الماضى، للتأثير عليه وكذلك قدرته على توظيف المحيطين به، وليس توظيفهم له. مشيرا إلى أن البرادعى سوف يشعر بعد ذلك بأن تحديه للنظام أمر سهل وبصعوبة تجميعه لقوى المعارضة فى صف واحد، خاصة أن 90% من الذين التقوا به لم يكونوا على علاقة به من قبل ولم يكن يعلم انهم ليست لديهم القدرة على العمل المشترك وأن تلك القوى «تكره بعضها البعض». من جانبه اختلف الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، عضو أمانة لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، مع الآراء السابقة ومدى تأثير غياب البرادعى عن مصر على إطلاق دعوته نحو التغيير والإصلاح وقال إن غيابه عن القاهرة سيكون دون تأثير، خاصة أن الإعلام الحكومى فهم الدرس وعرف أن الهجوم عليه يضاعف شعبيته. وأضاف أنه سيكون رهينة لوعوده التى قطعها على نفسه بقدر ما كان رهينه للتغيير وأن تلك الوعود قد تكون قابلة للتنفيذ أو غير قابلة، لافتا إلى أنه باعتباره أحد المنتمين ل «الوطنى» يأمل فى أن تكون هناك حياة سياسية نشطة، معلقا أن ال«30» يوماً التى سيقضيها البرادعى خارج مصر «مش فارقين كتير».