منعت المحكمة الدستورية العليا فى كولومبيا الرئيس الفارو أوريبى من ترشيح نفسه لإعادة انتخابه رئيساً للبلاد. وأعلن أوريبى عن قبوله بالحكم فور صدوره، بينما قرر أن يجعل وزير دفاعه الحالى خوان مانويل سانتوس يرشح نفسه ليكون المرشح الأبرز فى الانتخابات المقررة فى 14 مارس المقبل. ويمثل حكم المحكمة الدستورية، بمنع إجراء استفتاء بخصوص إعادة ترشيح أوريبى نفسه فى انتخابات الرئاسة، نهاية لمدة حكمه التى دامت 8 سنوات، نجح خلالها فى تحقيق الاستقرار لاقتصاد البلاد وفى جذب المستثمرين، مما جعل استطلاعات الرأى تؤكد أنه سيكتسح أى انتخابات يشارك فيها إلا أن الحكم القضائى منعه من ذلك. وكان أوريبى قد أعيد انتخابه مرة من قبل فى عام 2006 بعد أن أجاز أنصاره تعديلاً دستورياً لرفع القيود عن ترشيح الرؤساء الموجودين فى السلطة أنفسهم لفترة ثانية. ولكن التحرك لتغيير الدستور مرة أخرى لصالح أوريبى أثار قلقا من تشكيل ذلك تهديداً للديمقراطية فى كولومبيا، خاصة بعد أن شابت فترته الرئاسية الثانية فضائح بشأن انتهاك قوات الجيش حقوق الإنسان وقيام وكالة مكافحة التجسس بالتنصت بشكل غير قانونى على خصومه. ويتقدم سانتوس وزير الدفاع، الذى شغل أيضا منصب وزير المالية، استطلاعات الرأى، فى ظل غياب أوريبى، غير أنه من المرجح أن يواجه بمنافسة شرسة من جانب منافسيه، إلا أن سيطرته على التمرد اليسارى فى البلاد والاستثمارات التى تم جذبها للبلاد، على خلفية ذلك، يدعمانه بشدة. ومن المرجح ألا يتحول أى مرشح لخلافة أوريبى بعيداً عن سياساته الأمنية، على الرغم من قول معظمهم إنهم سيسعون إلى التركيز بشكل أكبر على التنمية الاجتماعية فى كولومبيا رابع أكبر منتج للنفط فى أمريكا اللاتينية. وتجاوزت شعبية أوريبى 60% خلال ثمانى سنوات تقريبا فى السلطة، ولكن طريقة معالجة الحكومة لإصلاح الخدمة الصحية هذا الشهر كلفته سياسيا، على ما يبدو، بعد أن أثارت هذه الإجراءات احتجاجات.