البرادعى مين.. وجمال مين.. إحنا محتاجين راجل يخلصنا من اللى باعوا مصر.. فهل البرادعى سيكون هذا الرجل؟ سؤال طرحه شاب مصرى يعمل فى أحد المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر.. وكان بصحبتى صديق يحدثنى عن حملات الغضب التى يشنها الحزب الوطنى على البرادعى والحملات المسعورة، التى نظمها أصحاب الأقلام فى الحزب ضد البرادعى، وكأنه قادم من إسرائيل. قلت لصديقى: الذى يؤلم أن تجد أسماء لامعة فى الحزب وفى الصحافة القومية قد تغيرت أخلاقها.. بالأمس كانوا يمدحون فى سيرة هذا الرجل عندما حصل على جائزة نوبل واستقبله الرئيس مبارك فى بيته مع رجال الحكم ورجال الإعلام، حيث أقام له احتفالاً عائلياً قلده فيه وساماً رفيعاً، تكريماً لعطائه فى مجال الطاقة النووية. وفجأة انقلبت هذه الأقلام وغيرت هويتها واستبدلت بالكلمات الناعمة طلقات رصاص مسمومة، لقد لحس الكبار ما كتبوه عن هذا الرجل من تمجيد لمجرد أن اسمه ظهر كمرشح، وكأنه خطف الأضواء من جمال مبارك. وهنا يقاطعنا الشاب يقول: أنا لا يهمنى البرادعى.. ولا يهمنى جمال.. أنا يهمنى واحد يقدر على مواجهة الحيتان ويحدث ثورة تغيير فى النظام.. نريد رئيساً يشعر بالضعيف ويحجم القوى.. يعيد أصول الدولة التى بيعت فى وضح النهار.. فلا البرادعى يستطيع مواجهة هؤلاء الحيتان.. ولا جمال يستطيع أن يقف فى وجه أنصاره الذين يساندونه بأنيابهم. سألت «حمادة» الشاب المصرى ابن المحلة الكبرى: من الأصلح لرئاسة مصر.. البرادعى أم جمال؟ .. قال: قد يكون البرادعى وقد لا يكون.. فالناس متعطشة للتغيير لذلك تراها وهى تعلقت بالدكتور البرادعى.. أما عن «جمال» فهو شاب طيب لكن «عضمه» طرى.. فقد يقود البلاد إلى كارثة وساعتها سوف تكتشف أن الرئيس الحقيقى الذى يحكم مصر هو أحمد عز. يا أستاذ البلد فى النازل من عشر سنين.. من يوم ما دخل «جمال» الحزب وجاء برجال الأعمال فى الحزب وفى الحكومة.. البلد اتباعت. فى رأيى أن «جمال مبارك» عنده الفرصة الآن لتصحيح الأوضاع من داخل الحزب قبل أن يضع نفسه فى قائمة الترشح.. لابد أن يكشف عن حسن نواياه يوم أن يتخلص من أعوانه، يغسل يده منهم.. يقود ثورة تصحيح جديدة، يعلن أنه معارض وطنى.. يتخلص من المزيكاتية والهتيفة فى الإعلام القومى ثم يخلع جلباب أبيه. نحن نعرف أن الرئيس مبارك ليست له مصلحة فى مساندة الفساد والمفسدين.. ولم نسمع أنه شارك أحدهم فى «هبرة» أو صفقة مشبوهة لأرض.. أو الاستيلاء على مصنع.. وهذه شهادة حق فى حق زعيم، لكن نعيب على الرئيس أنه كان يساند اللصوص.. ويوم أن اكتشفهم غفر لهم ما ارتكبوه من جرائم نهب وسلب لعلهم يتعظون.. وفاء منه على مساندتهم له فى مرحلة كانوا فيها رجاله.. ثم حولتهم الأطماع إلى وحوش فلفظهم الرئيس وأبعدهم عن مساره.. لكن للأسف بعد فوات الأوان. السؤال الآن: هل يستطيع «جمال» أن يتمرد على سياسة والده ويمارس دوره كمواطن معارض من داخل صفوف الحزب؟ أعتقد أنه لو فعل هذا لدخل القلوب.. واطمأنت النفوس.. وشعرت أنه الأحق «بكرسى الرئاسة».. المهم أن يأخذ بتجربة بشار الأسد عندما كان معارضاً لأبيه الرئيس حافظ الأسد، فقد كان بشار ينتقد سياسة والده وسياسة الحكومة.. وهو الذى طالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين... ومحاكمة الفساد والمفسدين.. من هنا أوجد لنفسه شعبية اكتسب بها محبة الشارع السورى، ويوم أن رشحوه رئيساً للبلاد بعد وفاة والده.. حملوه فوق الرؤوس.. ولم يعارضه أحد. إذن الوصول إلى قلب الجماهير ليس بزيارة القرى الأكثر فقراً.. ولا بالدراسات والشعارات فى أمانة السياسات.. فإذا كان «جمال» يريد أن يكون منافساً لأى مرشح معارض.. سواء كان البرادعى أو غيره.. فعليه أن يعلن ثورته على الذين باعوا مصر.. يطالبهم بالحساب ويفتح ملفات الفساد والمفسدين. للأسف «جمال» كمسؤول حزبى كالزوج آخر من يعلم.. فهو لا يعلم بما يجرى من فساد داخل الحزب.. وعلى سبيل المثال.. لماذا لا يطالب رجال الأعمال الذين تربحوا من صفقاتهم فى تخصيص الأراضى بأن يدفعوا ضرائب عن فروق الأسعار التى حققوها؟.. ولماذا تمتد يده إلى المؤسسات الصحفية التى هى لسان حال النظام فى الصفقات المشبوهة، والتى تتم سراً بين القيادات؟ هل يعلم «جمال» بصفقة إحدى المؤسسات الصحفية يوم أن باعت قطعة أرض فى موقع متميز بمدينة 6 أكتوبر تزيد مساحتها على 500 فدان سراً دون علم العاملين فى هذه المؤسسة، ولهم حجتهم فى هذا أنهم يمتلكون العزبة، فى حين أن هذه الأرض كانت مخصصة للتعمير وليست للتجارة أو الاستثمار وإلا باعتها الدولة بمعرفتها.. وصور كثيرة وأخرى للفساد وللأسف جمال آخر من يعلم فى حين أن القيادات معه داخل الحزب هى التى تعلم ومع ذلك التزمت الصمت. [email protected]