بعد عقدين من الإنفاق العسكرى الكبير، الذى يقدر بعدة مليارات من الدولارات لتحديث قواتها المسلحة أصبحت الصين أكثر قدرة على تحدى الولاياتالمتحدة فى المنطقة والعالم، إلا أن القدرة على ذلك التحدى لا تبدو رغبة صينية نظرا لطبيعة تلك القوة فى الوقت الراهن لكنها قد تطور من أهدافها لحماية مصالحها فى الخارج فى إطار طموحاتها العالمية. فخلال السنوات الخمس الماضية قامت الصين بتحركات جعلتها تمثل خطرا متزايدا لدى الأوساط الأمريكية، ففى 2007 أطلقت الصين قمرا صناعيا للاتصالات بقدرات غير عادية فى استعراض غير عادى للقوة، ولم تعلن عنه بكين إلا بعد عدة أيام مؤكدة أن التجربة ليست موجهة ضد أى دولة ولا تمثل أى تهديد لأى جهة كما التقطت الأقمار الصناعية صورا فى 2008 تؤكد تشييد الصين قدرات بحرية كبيرة فى جزيرة هاينان لديها القدرة على إطلاق الصواريخ إلى المحيط الهادئ ، وأجرت تجربة صاروخية جديدة بعد إعلان واشنطن عن صفقة أسلحة لتايوان. وأدت تلك التطورات فى القدرات العسكرية الصينية إلى صدور تحذيرات من مخاطرها، فقال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إن التحديث العسكرى الصينى ربما يهدد القيم الأمريكية الأساسية لمساعدة حلفائها فى المحيط الهادئ، وأكد مسؤولون أمريكيون أن قدرات الصين تخطت كل توقعاتهم الاستخباراتية. وعندما بدأ الزعيم الصينى السابق دينج جياوبينج الإصلاح الاقتصادى فى 1979 قرر أن القوة الاقتصادية المدنية لابد أن تتحكم فى الإنفاق العسكرى، لكن حرب الخليج الأولى أكدت لبكين مخاطر تراجع القدرات العسكرية فى مواجهة التسلح الغربى الأحدث، حيث جربت البنتاجون عددا من أسلحتها المتقدمة جدا والصواريخ ضد الجيش العراقى الذى كان يحتل المرتبة الرابعة عالميا فى ذلك الوقت، وهو ما صدم الصينيين ومن ثم بات مبدأ الزعيم الراحل ماوتسى تونج بأن «تملك قدرات بشرية أكثر مما يملك غيرك قدرات عسكرية» لا يتلاءم ومطالب القرن ال21 لتحقيق الاستراتيجية العسكرية الصينية فمنذ 1990 بدأ مخططو الدفاع الصينيون دراسة المبادئ العسكرية لتحقيق التفوق العسكرى وامتلاك التكنولوجيا المتقدمة من الخارج كما قللوا من حجم قواتهم البشرية مقابل تحسين قدراتها وتسليحها للحاق بالولاياتالمتحدة والقوى الأخرى. ركز القادة العسكريون الصينيون مؤخرا لإعداد قواتهم لشن حرب محدودة على تايوان، متوقعين دخول الولاياتالمتحدة فى النزاع فالعديد من الأسلحة والصواريخ التى بحوزة الجيش الشعبى والقدرات العسكرية والتكنولوجية وأجهزة التحكم والأقمار الصناعية والتدريبات العسكرية وجهت كلها نحو مواجهة القوى الأكثر تقدما تكنولوجيا.