إذا تغلبت - كما نرجو - دواعى الحكمة فى الكنيسة الوطنية وسمحت بإجراء لقاء محايد مع كاميليا، فهناك عدة احتمالات لما يمكن أن تقوله. فربما تقول مثلا: «الحكاية كلها تتعلق بخلافات زوجية مما يحدث فى كل بيت. أما بالنسبة للعقيدة فيهمنى أن أوضح أننى وُلدت مسيحية وسأموت مسيحية. وهذا لا يمنع أننى أحمل كل مشاعر الود لإخوانى المسلمين، وأشكرهم من كل قلبى على مشاعرهم الدافئة نحوى، وأتمنى للجميع أن يعبدوا الله بإخلاص». وهناك سيناريو آخر. ربما تقول: «نعم أنا أسلمت، لأنى وجدت سلامى النفسى يتحقق فى اعتناق الإسلام. هذا مع الاحتفاظ بكل المشاعر الدافئة نحو أهلى المسيحيين. ولكن لمَّا تعذر أن أظل زوجة لكاهن مسيحى، فإننى لم أجد مخرجا سوى الهروب». وهذا السيناريو الثانى - بفرض حدوثه - سيدخل الحزن على قلوب المسيحيين باعتبارها دخلت فى معسكر الأعداء. دعونا نفترض- جدلا- أن السيناريو الثانى تحقق، فما هى المبادئ الجديدة التى صارت تعتنقها الآن؟ لاشك أن السيدة كاميليا ستعتقد- كما يعتقد كل مسلم- أن الله تعالى واحد أحد لا شريك له فى ألوهيته وربوبيته. أرسل الرسل إلى خلقه ليُعرّفهم به ويعبُدوه. ومن أهم هؤلاء الرسل وأكرمهم سيدنا المسيح. ستؤمن كاميليا بأن المسيح، عليه السلام، فى أرفع وأكرم منزلة يبلغها بشر فى شريعة الإسلام: «قالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا. وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ»، وستؤمن بأنه الوجيه السيد المُقرّب «إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين»، وأنه صاحب الآيات والمعجزات «أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّه»، وأنه المُطهّر المرفوع المنصور «إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ». ستعتقد كاميليا أيضا أن السيدة مريم هى سيدة نساء العالمين، المحبوبة التى يختصم الناس من أجل الفوز بشرف كفالتها «وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ»، وأنها التى تعهدها الله بالرزق والعناية «كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ»، وأنها فى مكانة لم تبلغها امرأة من قبل «وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين». أما أهل ديانتها السابقة من المسيحيين فهم أقرب الناس مودة للمسلمين «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوَا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ». وسؤالى الآن بعد هذا الاستعراض السريع: هل هو حقا معسكر الأعداء؟! [email protected]