الحكومة تستعين بخطب «عبد الناصر» و«السادات» و«مبارك» لمواجهة الزيادة السكانية

استعانت الحكومة - في إطار حملتها القومية لمواجهة الزيادة السكانية - بمقتطفات من خطب ثلاثة رؤساء مصريين، بدء بالرئيسين الراحلين: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، والرئيس الحالي حسني مبارك، لإذاعتها علي «التليفزيون المصري».
ويعرض التليفزيون الإعلان الذي يحمل مقتطفات الرؤساء الثلاثة بعنوان «وقفة مصرية» علي قنوات التليفزيون بشكل مستمر طوال اليوم خلال الوقفات الإعلانية بين البرامج والمسلسلات والأفلام.
ويبدأ الإعلان بكلمة للرئيس مبارك من احد خطبه، قائلا: «الزيادة السكانية موجودة منذ الستينات، عندما حظر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من انعكاساتها، ووجه إلي إنشاء المجلس الاعلي لتنظيم الأسرة»، ثم يدخل احد مقتطفات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: «إحنا عندنا زيادة في السكان، وكنا مرة بنقول الزيادة السكانية دي، وبنقول باستمرار أنها بتخلق لنا مشاكل، وقدامنا حل وحيد عشان نقابل هذه الزيادة وهو العمل».
ويستكمل الإعلان بأحد مقتطفات الرئيس الراحل أنور السادات: «زيادة السكان عندنا مازالت تسجل معدلا شديد الارتفاع، وحين نقول إننا نستقبل كل سنة مليون نسمة زيادة، فإننا نستقبل تلك الزيادة بالطبع في استخدام المرافق، وفي مصاريف الدراسة، وفي تشغيل الخريجين من المدارس والمعاهد والجامعات».
ويختتم المقتطفات بقول الرئيس مبارك «إنني أعاود التأكيد من جديد أن القضية السكانية هي الخطر الأكبر الذي يواجه المستقبل، وأقول مرة أخري أنها قضية شعب ووطن ومصير».
يذكر أن تعداد السكان في مصر وفقا للإحصائيات الرسمية عام 1966 وصل إلي 30 مليون نسمة في عهد الرئيس عبد الناصر، أما في عام 1976 فكان تعداد السكان 37 مليون نسمة في عهد الرئيس السادات، في حين وصل الآن في عام 2009 إلي 80 مليون نسمة.
وفي تعلقه علي الإعلان أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلان في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن «الاستشهاد بخطب الرؤساء يعبر عن درجة الاهتمام وتعاظم هذه القضية باعتبارها قضية محورية تؤثر علي الخدمات وتوزيع الموارد»، مشيرا إلي انه «المرة الأولي التي يستخدم فيها مقتطفات من خطب الرؤساء في حملة إعلانية».
وأضاف : «لكن الإعلان تجاهل الظروف النوعية التي ترتبط بالمشكلة السكانية منذ فترة الرئيس عبد الناصر، ومرورا بالرئيس السادات، وحتى الرئيس مبارك الآن، وأن هناك اختلافات كبيرة في حجم السكان والموارد بين هذه المراحل»، لافتا إلي أن «الحملة تأتي بعد 16 عاما علي أخر حملة عن مشكلة الزيادة السكانية من وقت كان وجود وزارة للسكان، وهذا الأمر يخلق فجوات وعدم التزام بمتابعة المشكلة».
وأوضح أن «الحملة الإعلانية لن تنجح بمجرد جملة هنا أو تصريح هناك، وان تكرار مقتطفات الرؤساء وحدها بشكل مستمر لن يأتي بثمار الحملة»، مشددا علي «ضرورة إن تضم الحملة أطباء ورجال دين واقتصاد لتوضيح حجم المشكلة، كما يجب تأهيل عشرات آلاف من الأطباء وإرسال القافلات الطبية في القري والمدن والعشوائيات للتوعية».