«أوبزرفر»: «العسكري» لن يترك السلطة وسيتواجد بشكل غير معلن في النظام الجديد

قالت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية، إن المجلس العسكري غير مستعد للتخلي عن السلطة، لافتة إلى أن العملية السياسية في مصر معيبة بشكل متزايد وتفتقر إلى الاستقلال، ما سيتيح له التواجد بقوة في النظام الجديد بعد انتخابات رئاسة الجمهورية بشكل «غير معلن».
وتابعت الصحيفة «المؤسسة العسكرية تسيطر على أجزاء كبيرة من الاقتصاد، فعلى الرغم من وعدها بالانسحاب من السلطة، إلا أنها تؤثر على وسائل الإعلام الرسمية، فضلاً عن وجود شكوك حول تأثر جزء كبير من السلطة القضائية وبعض المؤسسات الرئيسية في العملية الانتقالية، بما في ذلك اللجنة العليا للانتخابات، بجنرالات المجلس العسكري».
ومضت تقول «الواقع هو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو المهيمن، حيث أن وجوده سيكون، ليس فقط في انتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن في النظام السياسي الجديد بشكل غير معلن».
ورأت الصحيفة أن المجلس العسكري ينتظر جانباً في الوقت الذي «تتمخض فيه المعركة من أجل الديمقراطية في البلاد»، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها في مصر مهددة بالانهيار والفشل مع تصاعد حدة العنف والاحتجاجات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانقسام الحقيقي في مصر الذي سيلقي بظلاله على الانتخابات، والذي دفع الآلاف إلى الخروج للتظاهر، هو الخلاف بين قادة المجلس العسكري والأحزاب السياسية في تسليم السلطة.
واعتبرت الصحيفة أن تحول السلطة الهش إلى الديمقراطية في البلاد ينزلق إلى حالة من الفوضى، والسبب في ذلك ليس أعمال العنف التي تحصد أرواح الضحايا تزامنا مع الانكار الدائم للمجلس العسكري بأنه مسؤول عن هذا العنف.
وأوضحت «ولكن السبب الحقيقي هو أن المجلس العسكري يسعى مع كل تغيير يحدث إلى تقويض عملية التحول للديمقراطية، مما أشاع حالة من اليأس لدى المصريين الذين شعروا بخيبة أمل منه والقوى السياسية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين».
من جانبها، اعتبرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن أحداث العباسية الأخيرة بمثابة «شبح» يهدد الثورة المصرية، مشيرة إلى أنها كانت نتيجة الشعور بعدم الثقة المتعمق لدى المصريين تجاه المجلس العسكري.
وأضافت المجلة أن الإنتخابات الرئاسية المقبلة، والتي ستكون أول إنتخابات رئاسية حرة في البلاد، ستحدد إلى حد كبير نتيجة ثورة 25 يناير.
وتابعت «لقد رسخت سلسلة التحركات التي انتهجها المجلس العسكري على مدى السنة الماضية، بما في ذلك الحملات العدوانية ضد المتظاهرين واعتقال بعض منتقديه، شكوك عميقة في عقول كثير من المصريين الذين يشعرون بخيبة أمل إزاء مسار الثورة الحالي».