أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، السبت، أن 15 ألف شخص من ضمن 350 ألفًا ينتمون لجنوب السودان، ويقيمون في ظروف بائسة في دولة الشمال، سينقلون إلى الجنوب. وقالت مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في الخرطوم، جيل هيلكي «نأمل في نأن نبدأ في غضون أسبوع». وقررت السلطات السودانية، الأربعاء، أن تؤخر الموعد المحدد لترحيل هؤلاء السودانيين الذين ينتظرون منذ أشهر في ملاجئ أقيمت في كوستي، الواقعة بين الخرطوم والحدود الجنوبية، 15 يوما حتى 20 مايو، لمغادرة السودان. لكن المنظمة الدولية للهجرة أكدت في بيان أن الحكومة السودانية أوضحت لها أن هذه المهلة «لن تطبق إلا متى وضعت خطة رسمية لترحيل» السودانيين الجنوبيين. ويتزامن هذا الإعلان مع إعراب حكومتي الخرطوموجوبا استعدادها للتوصل إلى السلام، بعدما تبنى مجلس الأمن قرارا بالإجماع، طلب فيه من السودان وجنوب السودان وقف الأعمال العسكرية من يوم الجمعة، بما في ذلك الغارات الجوية. وبدت الجبهة هادئة السبت بين البلدين، لكن الجيشين بقيا متحصنين في مواقعهما على طول هذه الحدود التي رسمت خلال التقسيم في يوليو 2011، لكنها ما زالت غير واضحة المعالم. ولاجئو كوستي هم جزء من 350 ألف سوداني جنوبي، كما تقول السلطات في جوبا، ما زالوا في السودان بعد مهلة 8 أبريل التي حددتها الخرطوم لمغادرتهم السودان، أو تسوية أوضاعهم في البلاد. وقد عاد إلى الجنوب مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين كانوا يعيشون في الشمال. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن جميع الجنوبيين السودانيين في كوستي يعولون على مساعدة المجموعة الدولية، التي تقدم لهم المواد الغذائية والماء والأدوات الصحية، وهم لا يستطيعون العودة إلى بلادهم. وأوضحت هيلكي «لقد توافرت الطائرات وهي جاهزة»، موضحة أن المسافرين سينقلون بالحافلات من كوستي إلى مطار الخرطوم قبيل مغادرتهم. وقالت «ستنطلق يوميا رحلتان أو ثلاث رحلات ذهابا وإيابا». وتتوافر للمنظمة الدولية للهجرة الأموال اللازمة لتغطية نفقات نصف الرحلات الضرورية «لكننا نسعى إلى تأمين الباقي»، كما قالت هيلكي. وقد وضعت المنظمة خططا لنقل آلاف الاشخاص على متن زوارق إلى جنوب السودان، لكن الجيش أعرب عن مخاوف على سلامتهم. وقال سفير جنوب السودان في الخرطوم، كوا ناك، الأسبوع الماضي «بالتأكيد، ثمة عنصر الارتياب بين الجنوب والشمال». واضاف أن حكومة الخرطوم طلبت ضمانات بألا تنقل هذه الزوارق أسلحة لدى عودتها. ومنذ 2011، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 23 ألف جنوبي على العودة، وقد نقلت معظمهم على متن زوارق نهرية.