قيادات غزة تُبارك وقف الغاز عن إسرائيل وتدعو عبر «المصري اليوم» لمقاطعة أوسع

في الوقت الذي تحرص فيه أطراف رسمية في إسرائيل على عدم إخراج أزمة وقف تصدير الغاز المصري إلى تل أبيب من إطارها «التجاري»، تكشف ردود فعل النخب السياسية وكبار الكتاب الإسرائيليين عن وجود أسباب «سياسية» تقف خلف هذا القرار المصري، وأن تداعياته لن تقف عند التأثيرات «الاقتصادية» المحدودة، بقدر ما ستشكل بداية جديدة لعلاقة سياسية أكثر عداءً لإسرائيل.
وعزا خبير الشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي إصرار الموقف الرسمي الإسرائيلي على أن الأزمة اقتصادية بحتة، إلى رغبة الحكومة الإسرائيلية في إفساح المجال أمام التدخلات الدبلوماسية والضغوط السياسية التي يمكن ممارستها على المجلس العسكري المصري، لافتاً إلى أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد ضد مصر خصوصاً على الصعيد العسكري، سعياً وراء محاولة رأب الصدع في علاقاتها مع القاهرة بطرق سلمية.
وأكد ل«المصري اليوم» أن النخب السياسية الإسرائيلية وصفت ما حدث ب«كرة اللهيب المتدحرجة، التي قد تصل إلى تحقيق سيناريو الرعب من تحول استراتيجي في مواقف مصر تجاه اتفاقية كامب ديفيد وغيرها»، لافتاً إلى أن الغاز المصري يصل إلى إسرائيل بصورة متقطعة منذ انهيار نظام مبارك، كما أن وقف الغاز في هذه المرحلة لن تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة في ظل اكتشافات الغاز الإسرائيلية مؤخرًا.
في المقابل أشادت قيادات فلسطينية عديدة بالإجراء المصري، الذي وصفته في لقاءات منفصلة مع «المصري اليوم» ب«الإيجابي الذي يصب في مصلحة مصر والأمة العربية»، وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب: «نبارك هذا القرار المسؤول، الذي يحرم الكيان الصهيوني من التمتع بخيرات الأمة العربية، فالمصريون أولى بثرواتهم».
وطالب حبيب كل الدول العربية التي لها علاقات مع الاحتلال بوقفها على الفور، «لأن هذا الكيان يجب أن يحاصر، لا أن توفر له الطاقة، بينما هو يحتل الأرض ويقتل الفلسطينيين»، ودعا قيادي حركة «الجهاد» إلى تحويل القرار إلى موقف رسمي وثابت للقيادة المصرية وليس إجراءً مؤقتاً.
من جانبه وصف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، القرار ب«الإجراء الذي ينسجم مع إرادة الشعب المصري بعد الثورة، ويمهد الطريق أمام طرد سفراء الاحتلال من الدول العربية»، وفق تقديره.
وأشار إلى أن القرار يعكس التغير الاستراتيجي في الموقف المصري من إسرائيل، رغم أنه مازال قرارًا اقتصاديًا، مؤكداً أن مصر بدأت تعود تدريجيًا إلى دورها القومي وتأييدها الحقيقي للشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل أشادت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل، وقالت في بيان صحفي: «إن القرار جاء استجابة لرغبة الشعب المصري، وحماية لمصالحه القومية، وهو خطوة في الاتجاه الصحيح»، وأضافت أن «القرار الشجاع جاء في سياق مصر الثورة، لاستعادة دورها الوطني والقومي، ودعم القضية الفلسطينية».